حظي قرار وزراء دول منظمة "أوبك" أمس بالإبقاء على سقف الإنتاج عند المستوى نفسه للأشهر الستة المقبلة، البالغ 30 مليون برميل يوميا، بارتياح وتوافق واسع بين جميع الدول الأعضاء في المنظمة. وأعرب وزراء النفط فى السعودية وإيران وأنجولا عن ارتياحهم للقرار فور انتهاء أعمال الاجتماع الوزاري، مؤكدين ثقتهم بالسوق وتحسن مستواه وفقا لعوامل العرض والطلب. وتوقع الوزراء تحسنا واسعا في مستويات الطلب العالمي خلال الأشهر الستة المقبلة، مع تراجع ملحوظ فى مستويات المعروض العالمي، والتغلب على حالة تخمة المعروض السابقة، مع تأكيد دعمهم لاستقرار السوق. وقرر المؤتمر أن الاجتماع المقبل سيكون في 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأن فنزويلا ستتولى الرئاسة الدورية للمنظمة. وقال وزير النفط القطري محمد السادة في المؤتمر الصحافي إن المنظمة سجلت عددا من المؤشرات الإيجابية في السوق العالمي، وأن التفاهم والتقارب سادا على نحو واسع، وأن السقف الحالي هو أنسب لمستويات الطلب وللاقتصاد العالمي. وشدد السادة على ضرورة الاستمرار في الاستثمار بالرغم من التراجع الحاد للأسعار لمواكبة الطلب المتنامي على النفط في العالم خلال السنوات المقبلة. وأكد أن التفاهم والتقارب والتنسيق هي الغالبة على العلاقات بين دول أوبك في المرحلة الراهنة. وأوضح السادة أن عوامل كثيرة ذات تأثيرات مختلفة تؤثر في سوق النفط، خاصة العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط ولها تداعيات نفسية على السوق لا يمكن إبعاد تأثيرها. من جانبه، أوضح عبدالله البدري، الأمين العام للمنظمة أن هناك التزاما من كل الوزراء بقرار سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا، مشيراً إلى أن الأسعار العادلة يحققها السوق وفق عوامل العرض والطلب. وأضاف أنه ليس من المتوقع أن نستعيد مستوى 100 دولار للبرميل، وأن قرارات "أوبك" تراعي مصالح الدول الغنية والفقيرة على السواء من أعضاء المنظمة. وأشار البدري إلى أن الاستثمار عالي التكلفة من الصعب أن ينجح ويستمر، ويجب أن نركز على الاستثمارات منخفضة التكاليف. وشدد البدري على أن الإمدادات آمنة ولم تتأثر بسبب الأحداث في اليمن أو ليبيا أو العراق وأن "أوبك" نجحت في ضبط الإنتاج وليس لها سعر مستهدف، وأن أبرز تحديات السوق في الأشهر المقبلة هو أداء ونمو الاقتصاد الدولي. وتجاوز إنتاج "أوبك" السقف الذي حددته المنظمة عند 30 مليون برميل يوميا في معظم فترات العام المنصرم، ووصل إلى 31.2 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)، وهو يعد أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.
مشاركة :