قطع بايرن ميونيخ وبرشلونة أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد فوز كاسح للأول على مضيفه تشيلسي 3-صفر في عقر داره، وعودة الثاني من ملعب نابولي ومسرح الأسطورة مارادونا بالتعادل 1-1 في ذهاب ثمن النهائي.على ملعب «ستامفورد بريدج» لقن بايرن ميونيخ منافسه تشيلسي درساً في الفعالية بتسجيله ثلاثة أهداف ملعوبة ليحسم أي تشويق قبل مباراة الإياب المقررة على ملعب «أليانز ارينا» في 18 الشهر المقبل.حافظ الفريق البافاري الفائز باللقب القاري خمس مرات، بالتالي على سجله المثالي في المسابقة القارية بتحقيقه فوزه السابع توالياً هذا الموسم.هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها تشيلسي ثلاثة أهداف نظيفة على أرضه في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال أوروبا.وقال مدرب تشيلسي فرانك لامبارد: يجب أن نكون صريحين والقول إن العرض كان سيئاً. لقد تفوق علينا الفريق المنافس في جميع الجوانب وهي خسارة مؤلمة. ليس غريباً أن بايرن ميونيخ ينافس على اللقب في كل سنة محلياً وأوروبياً نظراً للمستوى الذي ظهر به. لقد خاب ظني لأننا لم نتمكن من القيام بعمل أفضل في مواجهته».ويدين تشيلسي إلى حارس مرماه الأرجنتيني ويلي كاباييرو في المحافظة على نظافة شباكه في الشوط الأول بانقاذه العديد من الكرات الخطرة، وبدأ تشيلسي الشوط الثاني ضاغطاً وكاد يفتتح التسجيل بعد كرة مرتدة تهيأت أمام روس باركلي داخل المنطقة، لكن نوير تصدى لمحاولته ببراعة (48). وبعدها بثلاث دقائق تقدم الفريق البافاري بعد لعبة مشتركة بين سيرج جنابري وليفاندوفسكي الذي أعاد الكرة إلى زميله ليسجل من مسافة قريبة (50)، وكرر الثنائي السيناريو ذاته بعد ذلك ليضيف غنابري بيسراه الهدف الثاني بعيداً عن متناول كاباييرو (54).وقال جنابري «مرر لي روبرت ليفاندوفسكي هدفين كان بإمكانه أن يسجلهما بنفسه. بإمكاني أن أتخلى له عن جائزة أفضل لاعب في المباراة التي نلتها». صدارة ليفاندوفسكي وخسر بايرن ميونيخ جهود كومان لإصابة بتمزق عضلي فحل بدلاً منه البرازيلي فيليبي كوتينيو، واختتم ليفاندوفسكي التسجيل بعد مجهود فردي رائع من الكندي الفونسو ديفيس رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً هذا الموسم، لينفرد بصدارة الهدافين بفارق هدف واحد عن مهاجم دورتموند النرويجي أرلينغ هالاند.ورفع ليفاندوفسكي رصيده إلى 39 هدفاً في 33 مباراة في مختلف المسابقات، وفشل في زيارة الشباك في 7 مباريات فقط هذا الموسم. وازدادت أمور تشيلسي سوءاً بطرد ألونسو إثر توجيهه كوعاً باتجاه ليفاندوفسكي ليكمل فريقه الدقائق الست الأخيرة بعشرة لاعبين.وأشادت الصحف الإنجليزية بالفريق البافاري ونجمه جنابري لاعب أرسنال السابق ووصفته بالسفاح الذي لا يرحم، وعنونت صحيفة «الجارديان»: «قوة سيرجي.. غنابري بدون رحمة يعبد الطريق في إسقاط بايرن ميونخ الرائع لتشيلسي».أما صحيفة «ميرور» فعنونت: «سيرجي يدمر تشيلسي». قمة ساوباولو وعلى ملعب سان باولو، قدم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عرضاً عادياً مثل فريقه برشلونة الذي عاد بتعادل ثمين 1-1 من مسرح مارادونا.وكانت هناك عاطفة كبيرة من جمهور نابولي تجاه ميسي كونه من بلد أسطورتهم السابقة دييغو مارادونا.وعانى ميسي للتخلص من الرقابة المفروضة عليه، في الملعب الذي تألق فيه مارادونا وقاد نابولي للقبيه الأول والأخير في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990 بعد أن انتقل إليه من برشلونة بالذات ما جعله معبود المدينة الجنوبية.وناب الفرنسي أنطوان غريزمان عن ميسي وأنقذ الضيوف بإدراكه التعادل في مباراة أكملها فريقه بعشرة لاعبين في الثواني الأخيرة بعد طرد التشيلي أرتورو فيدال.واعتبر قائد نابولي ومهاجمه لورنتسو إنسيني أن فريقه كان يستحق الفوز لأنه حصل على فرص أكثر من ضيفه، كاشفاً أن هذا التعادل ترك «طعماً مريراً».وفي حديث لشبكة «سكاي سبورت» الإيطالية، كشف إنسينيي «أنا طلبت قميص ميسي قبل المباراة، وإنه لشرف لي أن أحصل عليه»، مضيفاً «كان من المؤثر عاطفياً أن نواجه برشلونة وميسي للمرة الأولى، لكني أشعر أنه كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل أمام مشجعينا، لاسيما في ظل الفرص التي حصلنا عليها».وعندما بدا برشلونة مسيطراً على المباراة، انطلق نابولي بهجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة إلى البولندي بيوتر زيلينسكي الذي عكسها للبلجيكي درايس مرتنز، فأطلقها لولبية رائعة من مشارف المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا للمرمى (30)، رافعاً رصيده إلى 121 هدفاً بقميص نابولي في جميع المسابقات، ليصبح على المسافة ذاتها من صاحب الرقم القياسي السلوفاكي ماريك هامسيك.وبدا برشلونة عاجزاً عن تهديد مرمى الكولومبي دافيد أوسبينا وبقي الوضع على حاله في الشوط الثاني الذي شهد في بدايته إصابة مرتنز (54)، لكن من إحدى محاولاته النادرة على المرمى، خطف الضيف الكتالوني التعادل بكرة أطلقها غريزمان في سقف الشباك بعد عرضية من البرتغالي نيلسون سيميدو (57).وحصل نابولي على فرصة ذهبية للتقدم لكن كاليخون اصطدم بتألق تير شتيغن (63)، ثم نجح برشلونة في احتواء مضيفه لكنه تعرض لضربة بطرد فيدال نتيجة نيله إنذاراً ثانياً (89)، قبل أن يخسر بعدها جهود جيرار بيكيه بسبب الإصابة، علماً أن سيرجيو بوسكيتس نال بطاقة صفراء وسيغيب بالتالي عن لقاء الإياب.وأشادت الصحف الإيطالية بأداء نابولي، وقالت صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت»: «نابولي العنيد.. قيد برشلونة وميسي». بينما عنونت صحيفة «كوريري ديللو سبورت»: «على نفس المستوى»، في إشارة إلى أن نابولي قدم مباراة على قدم المساواة مع برشلونة.
مشاركة :