أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: "إن المملكة بثقلها وتأثيرها مستهدفة من أي تنظيم مستغل يمارس العنف والتطرف أو من أي دولة تتسم بالعدوانية والثورية وتصدير الطائفية والإرهاب أو من دول التسلط، وإن المملكة بما حباها الله تشكل عائقا للمنظمات المتطرفة والدول الثورية التوسعية، كما أن استقرارها وتلاحمها والتزامها بالعهود والمواثيق تشكل تحديا للرغاء الإعلامي، والذين يحيكون المكر ويدبرون المكائد يعرفون حجم تأثير المملكة وأنها دولة أصيلة ذات أعماق جغرافية وبشرية ودينية واقتصادية، وحين ترمي بثقلها في أي قضية فإن إسهامها فاعل مؤثر، فلديها المبادئ الثابتة والأهداف النبيلة والعلاقات الموثقة". وتابع: "فلقد حباها الله بالخيرات، دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخيارها السلم والتعاون، لا نزايد على مصائرنا ومصائر أمتنا وقدرنا العصيب أننا وسط هذه المعمعة نضطلع بالهم العربي والهم الإسلامي ونحن شركاء فاعلون مؤثرون في القرارات العالمية، ولهذا فنحن هدف لكل طامع". وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام أن الأحداث التي نواجهها والمكائد التي تدبر ضدنا مآلها إلى الفشل بإذن الله، فالشعب السعودي بكل مكوناته يجهض التآمر وهو صخرة الوادي إذا ما زحمت، وما فشل الأعداء في اختراقه، فإنهم سوف يفتقدون كل مقترفاتهم في الوطن العربي، رهان الأعداء على تزعزع الجبهة الداخلية، ورهاننا على تماسكها، فل نخيب آمالهم. وأضاف:"إن حوادث المساجد في المنطقة الشرقية طعم مسموم لجر قدم الطائفية وإغرائها بالنهوض لتقوم نيابة عنهم بمهمة تدمير الذات وكل مواطن في هذا البلد يعلم علم اليقين أنه هنا يرفل في ثوب الرخاء والأمان والحرية، ولم يرضه أن ينتقل حاله إلى ما وصل إليه حال إخوانه في العديد من البلدان التي اختلطت فيها الأمور". وبين الشيخ آل طالب أن من نعم الله علينا نعمة الأمن واجتماع الكلمة والتفريط في المحافظة عليها خطر يهدد الجميع بلا استثناء، مؤكدا أن وحدتنا في هذه البلاد لم تقم على أساس طائفي ولا على إقليم جغرافي، بل قامت على العقيدة والشريعة والمحافظة عليهما سبيل ديمومة هذه الوحدة وتماسكها، ومن يعرض وحدة صفنا واجتماع كلمتنا للخطر أياً كان مذهبه فهو عدو للأمة، يجب الأخذ على يديه والوقوف ضده بحزم وحسم. واستطرد فضيلته بموقف إعزاز لجهاتنا الأمنية وهى تستبق المكر السيئ وتجهضه قبل أن يقع، أو تكتشف أدق تفاصيله بعد وقوعه، وذلك من توفيق الله وتسديده، وواجبنا تجاه الأمن الدعاء الصادق والمؤازة الفاعلة والشعور بأن كل مواطن هو رجل أمن يقف على ثغر من ثغور الوطن، فلنضع أيدينا في أيدي بعض (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
مشاركة :