نقلة نوعية تشهدها رياضتنا خلال السنوات المقبلة، متأثرة ومتفاعلة مع مفاهيم جديدة وأنظمة مختلفة يفرضها الذكاء الاصطناعي الذي يضفي شكلاً جديداً على كل الأنشطة، ويغير ملامح كل مجالات النشاط الإنساني ومنها الرياضة، ولعل ما قاله البروفيسور الخبير كريستيان جوتمان الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر دبي للذكاء الاصطناعي يؤكد أن الرياضة ستتغير في العالم خلال الـ50 سنة قادمة، ففي عام 2050 -كما أكد- سيكون فريق من الروبوتات قادراً على التفوق على فرق كبيرة مثل ريال مدريد. وتشير الشواهد إلى أن الألعاب التقليدية ستبقى موجودة وحاضرة في السنوات الخمسين المقبلة، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يخبئه المستقبل، وما ستنتجه التطورات المتلاحقة من ألعاب لا نعرفها في الوقت الحاضر أو أخرى ربما بدأنا بوضع القواعد لها تمهيداً للوصول إلى أشكال أكثر تطوراً منها، فمن كان يتخيل قبل عشرين عاماً فقط أن نرى كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أو أن نشهد إبداعات الطائرة بدون طيار في وقت كانت أقصى أحلامنا قبل ربع قرن أن نركض ونحن نحلق بطائرة ورقية مصنوعة من الكرتون. ويتوقع خلال الخمسين سنة المقبلة أن تتغير الكثير من المفاهيم المرتبطة بالرياضات التي يمارسها الشباب تحديداً، وذلك من خلال دخول الواقع الافتراضي بقوة على الساحة من أجل اختزال الزمن والمساحة في ممارسة النشاطات المتعددة، إلى جانب النقلة الكبيرة في الألعاب الإلكترونية، وجميعها تصب نحو اتجاه وحيد لا يمكن استثناؤه وهو أن الخمسين سنة المقبلة ستكون مختلفة تماماً في ما يتعلق بألعاب المستقبل، وما نراه اليوم من ألعاب ربما يتحول إلى مجرد صورة وذكرى مرت وانتهت. ولا تتوقف أوجه الاستفادة والتطورات المستقبلية على استحداث ألعاب جديدة، فالإبداع التقني سيكون له دور كبير في تعزيز الرياضات التقليدية والتراثية، فاليوم التلفاز مزود بإعدادات لاحتساب الأخطاء في ألعاب كرة القدم والتنس وكرة الطائرة من خلال تقنية الفيديو وعين الصقر، إلى جانب المزج بين التكنولوجيا والألعاب التراثية من خلال الشرائح الذكية والرصد الآلي الموجودة في عملية احتساب الوقت في بطولات الصيد بالصقور وسباقات الهجن والسلق. ويتوقع أن تساهم ألعاب المستقبل في تعزيز تجربة الجماهير في المنشآت الرياضية، من خلال مبادرات لحضور المباريات وكأنك بالملعب بينما تجلس في المنزل، وذلك عبر نظام الواقع الافتراضي، إلى جانب التواصل بين من يمارس الألعاب الإلكترونية من على مسافات بعيدة تصل إلى قارات مختلفة في تحديات تقام بالملايين في اللحظة نفسها.