شهدت السوق الإماراتية إبرام عقود مقاولات بقيمة إجمالية بلغت 197.4 مليار درهم (53.8 مليار دولار) خلال العام 2019، بحسب بيانات شبكة «بي إن سي نتورك» المتخصصة في رصد المشاريع بدول منطقة الشرق الأوسط، التي توقعت تركز نسب نمو طرح المناقصات خلال العامين 2020 و2021 في القطاعات غير العقارية، وفي مقدمتها قطاع النفط والغاز. ووفق البيانات التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها، توزعت عقود المقاولات المبرمة في الإمارات خلال العام الماضي على 5 قطاعات رئيسة، جاء في مقدمتها قطاع المباني الحضرية «عقارات سكنية- مكتبية- تجاري» الذي شهد توقيع عقود بقيمة 106 مليارات درهم «29 مليار دولار» ليستأثر بذلك على نحو 54% من إجمالي قيمة عقود المقاولات المبرمة في السوق المحلية.وحل قطاع النفط والغاز في الترتيب الثاني بقيمة عقود مقاولات بلغت قيمتها 32.66 مليار درهم «8.9 مليار دولار»، وبحصة بلغت نسبتها نحو 16.5% من إجمالي قيمة عقود المقاولات المبرمة في الدولة خلال 2019. وجاء قطاع المرافق في الترتيب الثالث، حيث ساهم القطاع بطرح عقود للمقاولين بقيمة 30 مليار درهم «8.2 مليار دولار» ليستحوذ بذلك على حصة تبلغ نسبتها 15.2% من إجمالي قيمة العقود المبرمة. واحتل قطاع النقل الترتيب الرابع، بعد أن بلغت قيمة مساهمته 24.9 مليار درهم «6.8 مليار دولار» لتصل حصته من إجمالي قيمة العقود المبرمة في الإمارات خلال العام 2019 إلى 12.6%، فيما حل قطاع الصناعة خامساً، بحصة 1.6% وبقيمة عقود تقدر بنحو 3.3 مليار درهم «0.9 مليار دولار». وفي ما يتعلق بقائمة أكبر 5 مبانٍ ومشاريع عقارية قيد التنفيذ في الإمارات في الوقت الراهن، حل مشروع «برج 2020 ديستريكت» في الترتيب الأول بقيمة 4.4 مليار درهم «1.2 مليار دولار». وحل مشروع برج «وان زعبيل» في منطقة مركز دبي التجاري العالمي ثانياً بقيمة تناهز ثلاثة مليارات درهم «817 مليون دولار»، يليه مشروع الممشى مويلح التجاري في إمارة الشارقة والذي تبلغ تكلفته الإنشائية نحو «816 مليون دولار». وجاء مشروع «ووترز إيدج» الذي تطوره شركة الدار العقارية في جزيرة ياس في الترتيب الرابع بتكلفة تقدر بنحو 2.4 مليار درهم «654 مليون دولار»، يليه مشروع المرحلة الثانية من قرية «Al Hidd» في جزيرة السعديات بقيمة تقدر بنحو 1.9 مليار درهم «520 مليون دولار». وفي تعليقه على البيانات السنوية قال أفين جيدواني، الرئيس التنفيذي لشبكة «بي إن سي نتورك» للأبحاث، لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود عمليات طرح العقود الإنشائية في منطقة الخليج، مستفيدة من مكانتها التجارية وبيئة الأعمال الجاذبة والبنية التحتية المتطورة. وأوضح جيدواني، أن العام 2019 شهد بروز العديد من التحديات العالمية التي يأتي في مقدمتها الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن تذبذب أسعار النفط وتقلب أسعار العملات، إلا أن مرونة الاقتصاد الوطني في الإمارات مكنته من التكييف مع هذه التحديات المستجدة ليستمر في تحقيق أداء قوي، مستفيداً من النجاحات والمكتسبات التي حققها وتفوق بها على مدار العقدين الماضيين. ولفت إلى أنه على الرغم من تراجع قيمة العقود الإنشائية في قطاع العقارات بفروعه السكني والتجاري والمكاتب والفنادق، فإن باقي القطاعات الاقتصادية الرئيسة وفي مقدمتها قطاع النفط والغاز، لا تزال قادرة على طرح المزيد من المناقصات لتنفيذ مشاريعها المستقبلية. وأفاد بأنه على صعيد باقي القطاعات غير العقارية مثل المرافق والنقل والصناعة، توجد العديد من روافد العقود النشطة المتوقع تعزيزها للطلب على المدى القريب والمتوسط، حيث تنشط شركتا الاتصالات في إبرام العقود لتنفيذ محطات الجيل الخامس للهاتف المتحرك.
مشاركة :