والتصريحات المرتجلة للبابا، والتي جاءت أمام مجموعة من الزوار العراقيين خلال لقائه مع الجمهور العام في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان، هي الأوضح حتى الآن بخصوص تأجيل الرحلة، التي يحتمل أن تكون خطيرة، إلى أجل غير مسمى. وقال ”أقول لكم أهل العراق إنني قريب جدا لكم. إنكم في ساحة حرب. تعانون حربا من أكثر من جهة. أصلي من أجلكم ومن أجل بلادكم التي كانت في برنامج زياراتي هذا العام“. كان البابا قد قال في يونيو حزيران إنه يرغب في زيارة العراق خلال عام 2020. لكن مخاوف أمنية جعلت الفاتيكان لا يعلن عن الرحلة كما لم يبلغ التحضير لها مرحلة رسمية. وعانى المسيحيون في العراق، الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف، من فترة عصيبة بشكل خاص عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من البلاد، لكنهم استعادوا حرياتهم منذ طرد المتشددين. واجتمع البابا فرنسيس الشهر الماضي مع الرئيس العراقي برهم صالح واتفقا على ضرورة احترام السيادة الوطنية للعراق. جاء ذلك في أعقاب هجمات شنتها الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية. وأطلقت القوات الإيرانية في الثامن من يناير كانون الثاني صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق تستضيفان القوات الأمريكية ردا على قتل واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة على مطار بغداد في الثالث من ذات الشهر. وبعد وقت قصير من الهجوم الإيراني، حث البابا فرنسيس الولايات المتحدة وإيران على تفادي التصعيد والسعي إلى ”الحوار وضبط النفس“ لتلافي صراع أوسع في الشرق الأوسط. وشهد وجود المسيحيين في العراق وبعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط تراجعا بسبب الحروب والصراعات.
مشاركة :