مقالة خاصة: "شجرها".. مبادرة شبابية لزراعة مليون شجرة مثمرة في شوارع مصر

  • 2/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 26 فبراير 2020 (شينخوا) "شجرة مثمرة.. حياة مثمرة" شعار مبادرة أطلقها شاب مصري، تحت عنوان "شجرها"، لزراعة الشوارع والمدارس في مصر بالأشجار المثمرة. ونجحت المبادرة في زراعة أكثر من 100 ألف شجرة مثمرة فى أكثر من 16 محافظة فى مصر، وتسعى لزيادة هذا العدد إلى مليون شجرة خلال السنوات المقبلة، وفقا لعمر الديب مؤسس "شجرها". وقال الديب، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "شجرها" مبادرة شبابية تطوعية، لكن كل فئات المجتمع يشارك فيها، بداية من الأطفال والشباب مرورا بالسيدات وكبار السن وانتهاء بذوي الاحتياجات الخاصة. وتهدف المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف، هي نشر ثقافة زراعة الأشجار المثمرة في الشوارع والمدارس بدلا من أشجار الزينة، وزراعة بلكونات وأسطح المنازل بالخضروات والنباتات الطبية والعطرية وأشجار الفاكهة، حسب الديب. كما تهدف إلى نشر ثقافة التنمية المستدامة، ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية. وأضاف مؤسس المبادرة، " لدينا خطة قصيرة المدى لزراعة 100 ألف شجرة مثمرة بنهاية العام الحالي، لكن هذه الخطة أنجزت في نهاية العام الماضي، ولدينا خطة طويلة المدى لزراعة مليون شجرة مثمرة بنهاية 2030". ونظمت المبادرة أكثر من 300 فعالية حتى الآن لزراعة الأشجار المثمرة، وهو رقم ضخم جدا بحسب مؤسسها، فى ظل الإمكانيات البسيطة. وتابع الديب، إن "حماس الشباب هو الذى ساعد على نشر الفكرة.. واعتقد أن الثقافة والوعي فى ازدياد، ففى البداية ثقافة زراعة الأشجار المثمرة لم تكن موجودة لكن مع الفعاليات والندوات والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بدأت الناس تقبل على هذا الأمر، وردود الأفعال جيدة جدا". وكان آخر هذه الفعاليات الأسبوع الماضي، حيث قامت المبادرة بزراعة 200 شجرة مثمرة ما بين زيتون وليمون ورمان وخوخ فى منطقة حدائق الأهرام بالجيزة، جنوب غرب القاهرة، بالتعاون مع حي حدائق الأهرام، الذي ساعد 20 من متطوعي المبادرة في تخطيط المكان وإزالة المخلفات قبل زراعته. بينما قام 100 متطوع آخرون في نفس اليوم بزراعة 400 شجرة مثمرة في منطقة التجمع الثالث بالقاهرة، وسط سعادة سكان المنطقة، الذين أبدوا اهتمامهم بزراعة هذه الأشجار. ولا تقتصر المبادرة على المتطوعين فقط بل تتعاون مع جهات حكومية كثيرة. وأوضح الديب أن المبادرة تتعاون مع وزارة البيئة، التي تدعم متطوعي المبادرة معنويا، ويتواجد أحد مسؤوليها معهم، ويصور ما يقومون به على أرض الواقع لكي يصل صوت المبادرة للمجتمع. وواصل أن بعض الأشجار التي زرعها متطوعو المبادرة بدأ يثمر بالفعل، ويستفيد منه ناس كثيرة. ويتزايد الإقبال من المتطوعين على المشاركة في فعاليات المبادرة، وقال الديب إن "المبادرة بدأت بشخص واحد بينما يوجد الآن آلاف الأشخاص يساهمون فيها.. وأنا فخور بذلك". وأشار الديب إلى عدة تحديات واجهته في بداية طرح المبادرة، من بينها عدم وجود ثقافة الزراعة في المجتمع، وضعف الإمكانيات، وتجميع المتطوعين، وذلك قبل أن تنتشر المبادرة، التي تساهم فيها حاليا شركات ومدارس خاصة في إطار المسؤولية المجتمعية. وأضاف أنه "من الصعوبات أيضا أنني مهندس بترول ولست مهندسا زراعيا، ولكي أقنع الناس بالفكرة قمت بالقراءة كثيرا وشاهدت فيديوهات عدة وقابلت أساتذة جامعات متخصصين، وهذا كان تحدي كبير لي". ومن بين المتطوعين في المبادرة ريهام عبد الله وهي من محافظة القاهرة. وقالت عبدالله، التي شاركت في المبادرة للمرة الأولى، لـ ((شينخوا))، "لقد عرفت مبادرة شجرها عن طريق فيسبوك، وشاهدت بعض الفيديوهات عنها، وعندما أعلنت عن فعالية للزراعة خضت التجربة". وأضاف "أنا سعيدة بالتأكيد بهذه التجربة، وسوف أنصح أصدقائي بالمشاركة فيها، لأن زراعة الشجر المثمر أفضل بكثير من شجر الزينة، كما أن المشاركة فى زراعة الشجر تعتبر صدقة جارية". أما العشريني أحمد حسن وهو من سكان منطقة حدائق الأهرام، فقد اقترح على مبادرة "شجرها" زراعة أشجار مثمرة في منطقته بدلا من مخلفات المباني الموجودة هناك. وأوضح أن المبادرة استجابت لرغبته، وقامت بزراعة أشجار مثمرة بالفعل في منطقته، التي أصبحت أفضل. ودعا حسن، المجتمع إلى الاهتمام بزراعة الشجر المثمر، الذي يستطيع أي شخص أن يأكل ثماره.

مشاركة :