صحيفة "17 تشرين" توثق ذاكرة المحتجين اللبنانيين

  • 2/27/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - توثّق صحيفة 17 تشرين، لأحداث الثورة اللبنانية ضد النخبة الحاكمة، بأقلام الناشطين الذين اختاروا أن يكون عنوانها تاريخ بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر الماضي. وأسس الناشطون بشير أبوزيد ونائلة الحارث وأصدقاؤهما للصحيفة، بعد ستة أسابيع فقط من انطلاق المظاهرات التي اجتاحت لبنان، وقالت الناشطة نائلة الحارث “الجريدة هي فعليّا مساحة ليتعلّم الناس التعبير عن آرائهم، وطرح أفكار جديدة، والتعلّم من خبرات غيرهم وحتى القيام بالنقد البنّاء لأنفسهم وللأشخاص الذين معهم بالثورة”. ونُشر العدد الأول في أواخر نوفمبر 2019، ومنذ ذلك الحين تم توثيق أحداث الحركة الاحتجاجية ضد النخبة السياسية التي توجه لها أصابع الاتهام بخصوص أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقال الناشط بشير أبوزيد “بالنسبة لنا هذه الجريدة موجّهة لكل الناس. هي ليست فقط جريدة للصحافيين الذين يكتبون بها، أي شخص من الشعب اللبناني الذي شارك بمجتمع (17 تشرين) ووجد مساحة بهذا التاريخ ووجد مجتمعه بعد هذا التاريخ لديه الحق في الكتابة بهذه الجريدة”. ويرى مؤسسو الصحيفة أنها بمثابة جهد توثيقي مهمّ للاحتجاجات المستمرة، ويقولون إن ما يقرب من ثلاثة آلاف نسخة من عددها الأول نفدت خلال ثلاثة أيام فقط، مما دفعهم لطباعة المزيد من النسخ لتلبية الطلب المتزايد. وقال الناشط محمد بزيع “هناك حاجة ملحّة جدا لتوثيق كل مجريات انتفاضة 17 تشرين لأن هذه الجريدة بالنهاية تشكّل ذاكرة جماعية نفتقدها تاريخياً. يعني نحن كان لدينا حرب أهلية عمرها 15 سنة، وذاكرتنا عنها ليست مؤرشفة (محفوظة). هناك جيل كامل لا يعرف ما هي أو أجيال لا تعرف ما هي الحرب لأننا نخاف التوثيق”. ووزعت الصحيفة حاليا نحو خمسة آلاف نسخة من كل عدد من أعدادها الأربعة التي صدرت حتى الآن. ونُشر أحدث عدد منها في فبراير الحالي. وقالت نائلة الحارث “عندما وصلنا شارع الحمراء، لم نتجاوز عشر أمتار مشيا على الأقدام حتى نفذت 200 نسخة لدينا والناس كانت تسأل من الذي يكتب؟ ما هذا؟ أين؟ أنا أريد نسخة، شعرنا أن حجمها (تأثيرها) أكبر مما كنّا نتخيل”. ومؤسسو الصحيفة وكُتّابها ومصمموها وموزعوها، جميعهم متطوعون. وهم يغطون تكلفة الطباعة وغيرها من النفقات من حملة تمويل جماعي أطلقوها ومن مساهمات القراء الداعمين لقضيتهم.

مشاركة :