حذر الأطباء من خطورة الاستعمال المكثف للأجهزة الإلكترونية، كالهواتف الخلوية أو اللوحية ودعوا إلى ترشيد استعمالها نظرا إلى مدى خطورة الضوء الأزرق المنبعث منها على صحة الجسم، والتي تصل إلى حد فقدان البصر والإصابة بالسرطان. وقد اختار مصممو الأجهزة الإلكترونية اللون الأزرق حتى يتمكن الفرد من مشاهدة لوحة الجهاز ولو في أشدّ حالات الشمس سطوعا. برلين - أكدت الرابطة الألمانية لأطباء العيون خطورة الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية والكمبيوترات اللّوحية على صحة العين محذرة من الإفراط في استخدامها. وأوضحت الرابطة أن التعرض المفرط للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يرفع خطر الإصابة بما يعرف “بالتنكس البقعي المرتبط بالسن” الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر. كما أن التعرض المفرط للضوء الأزرق يؤدي إلى اضطرابات النوم، نظرا لأنه يتسبب في تثبيط هرمون “الميلاتونين” الضروري للنوم. كما أشارت دراسة طبية أجراها باحثون من جامعة توليدو الأميركية إلى أن الناس صاروا يتعرضون بكثرة للضوء الأزرق سواء عند مشاهدة التلفزيون أو عند استخدام الهواتف الذكية والألواح الرقمية. وأكد الباحث أجيث كاروناراثن وهو أحد المشاركين في الدراسة على أن عدسة العين وقرنيتها لا تستطيعان حماية العين من الضوء الأزرق الصادر عن تلك الأجهزة، مشيرا إلى أن الإنسان يستند في عملية الرؤية بشكل أساسي على الشبكية في استشعار الضوء لكن الضوء الأزرق يربك هذه العملية ويدمر الخلايا المستقبلة للضوء، جراء حصول تفاعل كيميائي. خبراء يحذرون من تراجع صحة العيون لدى جيل الألفية نتيجة مضار الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية والتقنية أما الباحث كاسون راتنياياك فوصف ما يحصل للعين بسبب تلقي الضوء الأزرق في هذه الحالة بالسم موضحا أن الخطورة تزداد لأن خلايا استقبال الضوء لا تتجدد في العين. ونبه العلماء إلى أن الأجهزة التقنية ليست المصدر الوحيد للضوء الأزرق فهو يصدر عن الشمس أيضا مشيرين إلى أن تأثيره في الحالة الطبيعية يحدث بصورة بطيئة في حين يؤدي ضوء الأجهزة إلى تسريع الضرر. وحذر خبراء الصحة من تراجع صحة العيون لدى الجيل الحالي جراء الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية والتقنية مؤكدين على أن جيل الألفية يتفحصون هواتفهم الذكية بمعدل 157 مرة يوميا مقارنة بالبالغين الذين لا يستعملون هواتفهم سوى 30 مرة يوميا. من جهة أخرى اكتشف العلماء أن المستقبلات الموجودة في شبكية العين التي تقوم بالتقاط الضوء وإرسال الإشارات إلى المخ لإفراز مادة الميلاتونين هي مادة حساسة للضوء الأزرق مؤكدين على أن التعرض له بشكل مفرط يمنع من الحصول على القدر الموصى به من النوم للفرد ويسبب للمخ حالة من الارتباك. كما أكدوا أن الضوء الأزرق يسبب للمخ حالة من التراكم العصبي تؤدي إلى صعوبة الاستجابة للنوم مشيرين إلى أن الخلل في نمط النوم يؤدي بدوره إلى ضعف الذاكرة. وفي دراسة دولية تم التحذير من خطورة الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية ومصابيح الشوارع ذات الصمامات الثنائية ومن احتمال تسببه في مرض السرطان. وقالت الدراسة إن الأشخاص الذين يتعرضون إلى مستويات عالية من اللون الأزرق في الليل تزيد احتمالات إصابتهم بسرطان البروستات مرتين واحتمالات الإصابة بسرطان الثدي مرة ونصفا. وكشف فريق الباحثين بقيادة معهد برشلونة للصحة العالمية في الدراسة التي شملت أكثر من 4 آلاف شخص أن التعرض للضوء الأزرق في البيت وخارجه يزيد خطر الإصابة بالسرطان. من جهتهم أثبت خبراء الصحة أن الضوء الأزرق، وهو لون في طيف الضوء المرئي الذي يمكن رؤيته بعيني الإنسان، له تأثير سلبي على البشرة. وأكد الخبراء أن الضوء الأزرق يتميز بطول موجة أكبر من الأشعة فوق البنفسجية ويمكنه اختراق الجلد والتغلغل فيه والوصول إلى ما يعرف بطبقة الأدمة أسفل البشرة، ما من شأنه أن يضعف إنتاج الكولاجين والإيلاستين، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في احتمال ترهل الجلد وظهور الخطوط الدقيقة. كما أثبتت العديد من البحوث أن قضاء 4 جلسات مدة كل واحدة منها 8 ساعات أمام الكمبيوتر يعرض الفرد للقدر نفسه من الأضرار التي تلحق بالجلد عند تعرضه لنحو 20 دقيقة في شمس منتصف النهار. ودعا الأطباء إلى ضرورة ترشيد استخدام الأجهزة الإلكترونية مع مراعاة استخدام الوضع الليلي الذي تتيحه هذه الأجهزة لحماية العيون. كما نصحوا بتقليل حجم الضرر الذي نتعرض له من الضوء الأزرق وذلك بالابتعاد عن مصادره خاصة أثناء الليل، والتقليل من سطوع ضوء الشاشات الخاصة بالكمبيوتر أو بجهاز الهاتف. كما ينصح أطباء العيون بالنظارات التي تعمل على تقليل الضوء الأزرق أو حجبه ومنها النظارات الطبية المزودة بعازل للضوء الأزرق. كما حذروا من مخاطره على صحة الأطفال ودعوا إلى إبعادهم عن كل مصادره خصوصا قبل النوم. وقال الأطباء إنه من المفترض ألّا يتعرض الأطفال دون العامين للأجهزة الذكية أو الضوء الأزرق بأشكاله المتعددة حرصا على صحة عيونهم، مؤكدين على دور الفيتامينات في حماية شبكية العين. ونصح الأطباء بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الفيتامينات مثل الخضروات والفواكه مؤكدين على أنه كلما كانت شبكية العين في صحة جيدة كانت الحالة الصحية للعيون أفضل.
مشاركة :