شهد منتدى عبقر الشعري بنادي جدة الأدبي الثقافي، حالة كبيرة من الجدل على إثر قصيدة النثر وما إذا كانت تدخل في نطاق الشعر أم لا، خلال استضافته الدكتور راشد القثامي بمحاضرة بعنوان “مناقشات حول إيقاع الشعر”. ودار الجدل بين القثامي الذي دافع عن قصيدة النثر واعتبرها من أنواع الشعر الحديث، فيما تصدى له الأديب عبدالله غريب، قائلًا إنها “ليست من الشعر ومن لا يكتب القصيدة العمودية ليس بشاعر”. وتفاعل الحضور ما بين مؤيد ومعارض للتنصيف القصيدة النثرية ضمن الشعر، وكان لكل وجهة نظر متباينة وموقف خاص به، حتى فاجأ الدكتور القثامي الحضور بأنه يكتب قصيدة النثر وله تجربة شعرية فيها. واستدلّت الشاعرة نجلاء رسول برأي سوزان بيرنار في إيقاع الشعر وقولها بأن الكتابة الشعرية تشبه الكتابة بلون مصقول وأبانت اتفاقها مع رأي الدكتور القثامي. وتحدث القثامي بعد ذلك عن ظهور الشعر الحديث وذهب إلى عدم أهمية قضية الأولوية والتحول الكبير في إيقاع الشعر في مستوييه النقدي والإبداعي. وتناول إيقاع الشعر تاريخيا وتطوره من الشعر الجاهلي إلى الشعر الحديث ومن ظهور الحداء إلى ظهور الأوزان الشعرية واكتمالها ونضجها. وعرض معظم الآراء في ذلك وأبان ميله إلى رأي القائلين بأن الأوزان لا بد لها من تراكمات طويلة في اللغة وما للغة العربية من ارتباط باللغة السامية الأم. وتطرق إلى مشكلة التصنيف والتأرجح بين علمي العروض والقافية ضمن العلوم اللغوية والأدبية وتنازعه بينهما، مرجحًا ارتباط علم العروض والقافية بعلم الصرف ووزن الكلمات صرفيا. وفي ختام الأمسية كرم رئيس منتدى عبقر الشعري الشاعر عبدالعزيز بن حمود الشريف الدكتور راشد القثامي ومقدم الأمسية الدكتور عبدالله غريب والإعلامي والشاعر عامر الجفالي لجهوده البارزة في خدمة النادي. واختتمت الأمسية بتوقيع الدكتور راشد القثامي كتابه (تلقي النقاد المعاصرين لنظرية الإيقاع الشعري في النقد القديم).