يُعرّف فيليب كوتلر؛ خبير التسويق المعروف، الاستراتيجية التسويقية بأنها “الأداة أو المنهج الذي تأمل الشركة من خلاله في أن تبني علاقة مربحة طويلة الأجل مع العميل، وتعظيم القيمة التي تقدمها له”، وكل مبادئ التسويق الناجح انبثقت من هذا التعريف للاستراتيجية تحديدًا. إذًا، تُختصر مبادئ التسويق الناجح، تقريبًا، في صنع قمية للعميل، والعمل على تدشين علاقة مربحة طويلة الأجل معه، والفكرة الأساسية هنا تتمثل ليس في صنع الحاجة لدى هذا العميل المستهدف أو ذاك، وإنما لفت انتباهه إلى حاجته لهذا المنتج الذي تقدمه المنظمة. وعلى أي حال، فمن الممكن القول إن مبادئ النجاح التسويقي تنبثق جميعها من أنواع الاستراتيجيات المختلفة، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الاستراتيجيات التسويقية على النحو التالي:  1- المزيج التسويقي في هذه الاستراتيجية تتعامل المنظمة مع معطيات شتى، أو مع أربع سمات تحديدًا Features؛ وهي: المنتج، السعر، التوزيع، والترويج، وليس من السهل اتباع طريقة كهذه، نظرًا لكونها تتعاطى مع العديد من الأمور.  2- توقيت دخول السوق تعتمد هذه الاستراتيجية على التوقيت المحدد الذي تقرر فيه غزو السوق بالمنتجات التي تقدمها في وقت معين، بيد أن اختيار هذا التوقيت هو أصعب ما في الأمر، ولكي نتغلب على هذه المعضلة، فإن المسوّقين يجرون دراسة مطولة ومستفيضة للسوق قبل دخوله، والاشتباك مع الموجودين فيه.  3- قيادة التكلفة تتميز هذه الاستراتيجية بكونها متخصصة إلى حد كبير؛ إذ تتعامل أو تعزف على وتر السعر فحسب، وهي تعمل، وفق منهجيات وطرق متنوعة، على خفض سعر ما تقدمه من منتجات؛ أملًا في التفوق على منافسيها، وجذب أكبر عدد من العملاء.  4- التركيز والتخصص تسير هذه الاستراتيجية عكس التيار؛ وهي طريقة تعتمد على جلب أكبر قدر من الربح عن طريق شريحة معينة من العملاء، أو التخصص في قطاع واحد فقط، وتعرف هذه الطريقة بـ Niche Marketing.   5- التفرد أو التميز على عكس الاستراتيجية الذي تذهب إلى تخفيض الأسعار من أجل جذب أكبر قدر من العملاء، فإن هذه الاستراتيجية التسويقية تركز على جودة المنتج، وما يحمله من قيمة للعملاء الحاليين والمستهدفين على حد سواء، دون النظر إلى سعر هذا المنتج، فالعميل الذي يتم استهدافه بهذه الاستراتيجية لن يعير السعر التفاتًا، وإنما سيركز على جودة المنتج الذي يبغي الحصول عليه. أي استراتيجية من هذه تفضل؟ بطبيعة الحال، وكما هو معروف في الأدبيات التسويقية، هناك عدد نهائي من الاستراتيجيات التسويقية، وكل استراتيجية من هذه الاستراتيجيات تنطوي على مجموعة من الإيجابيات، ومجموعة من السلبيات، ومن ثم فإن اختيار استراتيجية ما يقتضي الإلمام بهذه السلبيات وتلك الإيجابيات. ناهيك عن أن هناك الكثير من العوامل التي تحكم اختيار الاستراتيجية لهذه المنظمة أو تلك، وبالتالي لن يكون من المنطقي أن نقترح استراتيجية ما على المؤسسة من دون الإحاطة التامة بها وبمنتجاتها المختلفة. اقرأ أيضًا: النشرة البريدية واستهداف العملاء.. طريق التسويق المهجور