الشارقة: «الخليج» الندبة فن تراثي مرتبط بقبيلة «الشحوح»، لذلك أطلق عليه «الندبة الشحية»، عبارة عن نداء خاص يبعث الحمية والحماس، والتعبير عن الفرح في المناسبات المبهجة، كما يتم التعبير به عن الشكر والعرفان بالجميل، وهو أيضاً نداء الحرب والقتال عند الشحوح. كما يعبر به عن احتفالات الترحيب بشيخ القبيلة أو عند قدوم زائر أو ضيف مرموق، وفي الأفراح الشعبية والمناسبات القومية وعند الانتهاء من تناول الطعام في الولائم التي تقام لأي مناسبة وعند الحرب والوقوف وجهاً لوجه مقابل العدو. وتؤدي فن الندبة جماعة تسمى «الكبكوب» ويكونون أثناء ذلك حلقة دائرية يتوسطهم «النداب»، وهو الشخص الذي يبدأ بنداء العزوة وله صوت قوي ثاقب يستطيع أن يرفعه ويخفضه حسب الصوت الذي سيطلقه، ويرفع ذراعه اليمنى، ملوحاً بها بصورة متكررة وهي مثنية، وقريبة من الجانب الأيمن من رأسه على مقربة من أذنه، في حين يغلق بكفه اليسرى أذنه الأخرى، ثم يلتف حوله عدد من الرجال ما بين 10 إلى 20 رجلاً على شكل دائرة ويسمون ب«الرديدة» يرددون أصواتاً محددة غامضة، على نسق معين متعارف إليه دون أن تصاحب تلك الأصوات كلمات أو تعابير لغوية تذكر. وتباينت الآراء حول تفسير الأصوات التي تصدر أثناء فن الندبة ومنها أنه في السابق تم استخدامه خلال الأعراس تحديداً، ويلجأ إليه الضيوف القادمون من مناطق مختلفة، للفت نظر أصحاب العرس إلى قدومهم، لاستقبالهم وتأدية واجب الضيافة والترحيب بهم. ويعتقد أن تلك الوظيفة الاجتماعية الخالصة تطورت مع تحولات العصر إلى مجرد تراث يتداوله الشواب ويتناقله شباب القبائل. وفي تفسير مختلف يشار إلى أن هذا الفن كان وسيلة يلجأ إليها الخصوم خلال الحرب في الماضي، الغاية منه إرهاب الخصوم بأصوات حادة، أو بمثابة إعلان الانتصار والزهو به، قبل أن يصبح اليوم تراثاً شعبياً.
مشاركة :