عمون - حضت تركيا، الجمعة، المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات الجيش السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.وقال مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إن "المجموعة الدولية يجب أن تتخذ اجراءات لحماية المدنيين وإقامة منطقة حظر جوي" في منطقة إدلب، حيث قتل أكثر من 30 جنديا تركيا الخميس، في قصف نسب إلى قوات الحكومة السورية.اجتماع للناتوقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن سفراء الحلف سيجتمعون الجمعة، بطلب من تركيا، لإجراء مشاورات بشأن التطورات في سوريا بموجب المادة 4 من معاهدة الحلف.وبموجب تلك المادة، يمكن لأي بلد عضو في الحلف طلب إجراء مشاورات إذا كان يعتقد أن سلامة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه معرض للخطر.وقالت روسيا الجمعة إن القوات التركية التي تعرضت للقصف الخميس، ما كان ينبغي أن تتواجد في المنطقة السورية التي كانت بها، وإن أنقرة لم تبلغ موسكو مسبقا بشأن مواقع هذه القوات.وزارة الدفاع الروسية ذكرت أن المقاتلات الروسية لم تنفذ ضربات في المنطقة التي كانت بها القوات التركية، وأن موسكو فعلت ما في وسعها لضمان وقف إطلاق للنار للسماح للقوات بالإجلاء.ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الأسطول الروسي في البحر الأسود، قوله، الجمعة، إنه أرسل سفينتين حربيتين مجهزتين بصواريخ كروز (موجهة) من طراز كاليبر إلى البحر المتوسط باتجاه الساحل السوري.وقُتل 33 جنديًا تركيًا، الخميس، في غارات جوية في محافظة إدلب شمالي غرب سوريا، فيما ردّت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي مساء اليوم نفسه، مستهدفةً مواقع للجيش السوري.وأُصيب 36 جنديًا تركيًا آخرين بجروح في الغارات الجوية والتي نسبتها أنقرة إلى الجيش السوري. وتم نقل هؤلاء إلى محافظة هاتاي التركية المحاذية لسوريا لتلقي العلاج، بحسب ما قال رحمي دوغان، والي هذه المحافظة في خطاب متلفز.الناتو ينددوكان الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ ندّد بـ "الغارات الجوية العشوائية" للجيش السوري وحليفه الروسي في إدلب، داعيا إلى "خفض التصعيد".وقال متحدث باسم الحلف إن ستولتنبرغ تحادث مع وزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو، ودعا دمشق وموسكو إلى "وقف هجومهما". كما "حض جميع الأطراف على خفض التصعيد (...) وتجنب زيادة تفاقم الوضع الإنساني المروع في المنطقة".وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس اجتماعا أمنياً استثنائيا حول الوضع في شمال غرب سوريا، حضره كل من وزير الدفاع خلوصي أكار ووزير الخارجية مولود تشاويش اوغلو ورئيس الأركان الجنرال يشار غولر ورئيس المخابرات حقان فيدان، بحسب ما ذكرت قناة "إن تي في".وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إنّه "تمّ استهداف كافة أهداف ... (الجيش السوري) المحدَّدة، بنيران عناصرنا البرية والجوية". ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا وإيران، إلى "الوفاء بمسؤولياته" من أجل "وقف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ..." الحكومة السورية.وتأتي الخسائر الفادحة التي تكبّدتها أنقرة الخميس، بعد أسابيع من التصعيد في إدلب بين القوات التركية والجيش السوري التي اشتبكت بشكل متكرر.وأدّت عمليّات القصف الدمويّة إلى ارتفاع عدد الجنود الأتراك الذين قُتلوا في إدلب في شباط/فبراير إلى 49 على الأقلّ، وهي تهدّد أيضا بتوسيع الفجوة بين أنقرة وموسكو التي تُعتبر الداعم الرئيسي للحكومة السورية.وانتهت الخميس في أنقرة جولة جديدة من المحادثات بين الروس والأتراك تهدف إلى إيجاد حل للأزمة في إدلب، من دون الإعلان عن أي نتيجة.سراقبتزامنا، استعادت الفصائل المقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام السيطرة الخميس، على مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا، بعد 3 أسابيع من سيطرة الجيش السوري عليها، في تراجع ميداني يعد الأبرز لدمشق منذ بدء تصعيدها في المنطقة.وبرغم الهجوم المضاد، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستعادة الجيش السوري 20 بلدة وقرية في المحافظة.وقتل 7 مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في قصف سوري وروسي على المحافظة، بحسب المصدر نفسه.ومنذ كانون الأول/ديسمبر، قتل أكثر من 400 مدني في الهجوم الذي يشنه الجيش السوري، بحسب المرصد، فيما نزح ما يقدّر بـ 948 ألف شخص، نحو نصف مليون من بينهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.والخميس، طالب الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن الدولي بـ "وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في إدلب، ولكن من دون أن يجدوا أذناً صاغية من جانب روسيا.ودخلت الجماعات المسلحة صباحاً إلى مدينة سراقب في شرق إدلب، بحسب وكالة فرانس برس. وانتشر المقاتلون بأعداد كبيرة في شوارع المدينة المدمرة والخالية تماماً من سكانها.وتقع سراقب التي كان الجيش السوري سيطر عليها في 8 شباط/فبراير عند تقاطع طريقين سريعين تريد دمشق السيطرة عليهما لتعزيز السيطرة في شمال البلاد.ولكن باستعادتها، تكون الفصائل المسلحة قطعت الطريق السريع "ام-5" الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.وبينما كانت تتواصل في أنقرة الخميس مباحثات حول سوريا بين عسكريين ودبلوماسيين روس وأتراك، اتهمت موسكو تركيا بانتهاك اتفاق سوتشي عبر تقديمها دعماً عسكرياً للفصائل المسلحة.وأعلنت وزارة الدفاع الروسية انه "في انتهاك لاتفاق سوتشي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، يواصل الجانب التركي دعم الجماعات المسلحة غير الشرعية بنيران المدفعية"، مشيرة إلى استخدامه الطائرات المسيرة.وكان إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصلا في 2018 إلى اتفاق يرسي "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب لتفصل بين مواقع الجيش السوري ومواقع الفصائل المعارضة له."هجوم على مدنيين"وفي الأمم المتحدة، لا يزال انعدام الاتفاق سيّد الموقف بين الدول الغربية وروسيا.وذكر إعلان مشترك لنائب رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، أنّ "نزوح نحو مليون شخص في غضون 3 أشهر فقط، ومقتل مئات المدنيين والمعاناة اليومية لمئات آلاف الأطفال يجب أن يتوقف".ومن جانبه، اعتبر المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أنّ "الحل الوحيد على المدى الطويل (يكمن) في طرد الإرهابيين من البلاد".وبعد نحو 9 سنوات من النزاع، باتت القوات السورية تسيطر على أكثر من 70% من مساحة البلاد، بعد تقدمها خلال السنوات الأخيرة على جبهات عدة بدعم من حلفائها وعلى رأسهم روسيا.وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وتدمير البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد، عدا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.دعوة لوقف إطلاق النارعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الخميس، عن "قلق بالغ" إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار.رويترز +أ ف ب
مشاركة :