تطل الفنانة المصرية أم كلثوم بعد أكثر من أربعة عقود على وفاتها على محبيها من العاصمة البريطانية في الثاني من مارس المقبل، من خلال عرض لمسرحية غنائية تحكي سيرة حياتها. وقالت راعية الفن العربي في لندن، منى خاشقجي، إنها تهدف من خلال هذا الحدث الذي سينتظم تحت عنوان “أم كلثوم والعصر الذهبي”، إلى تعزيز ثقافة الموسيقى العربية الكلاسيكية الثرية في الغرب. ووفقا لتقارير إعلامية، أضافت المنتجة السعودية أن “الفكرة بدأت منذ ثلاث سنوات، كنت في جلسة مع جمع به خليط من الجنسيات على هامش بينالي فينيسيا يعملون في المسرح والأوبرا، وأحدهم دعاني لحضور مسرحية من إنتاجه، وقتها تمنيت لو كان هناك إنتاج عربي لمسرحية على نمط (ماما ميا) وغيرها من المسرحيات الغنائية على مسارح العالم”. وستلعب مغنية الأوبرا السورية لبانة القنطار دور البطولة في المسرحية الغنائية، وستشارك ابنة أخت أم كلثوم الكبرى سناء نبيل في العمل أيضا، إلى جانب مشاركة أوركسترا مكونة من 12 موسيقيا تشابه عناصر التخت الشرقي الموسيقي الذي كان یصاحب أم كلثوم. وسيعرض منظمو هذا اللقاء الفريد بين “كوكب الشرق” وعشاقها حياة المغنية المصرية بالإنجليزية، وسيصحب ذلك بث أشهر أغانيها التي تمتد إلى عقود باللغة العربية. وصُنّف صوت أم كلثوم ضمن فئة “كونترالتو” التي تجمع أكثر أصوات الإناث ندرة لعمقها وقوتها الهائلة. ونجحت أم كلثوم في أداء أغانيها أمام جماهير كبيرة دون ميكروفون. ويعد هذا العرض اختبارا جديدا لمدى صمود أغاني “أم العرب” كما يروق للبعض تسمية أم كلثوم، التي تصل مدتها إلى 90 دقيقة في عصر الموسيقى الحديثة. كما أن هذا الحدث سيصور مصر خلال فترة من الازدهار الثقافي والتغيير الاجتماعي والسياسي. ويجيب على سؤال طرحته الأميركية فيرجينيا دانييلسون، التي كتبت سيرة حياة أم كلثوم “هل يمكن تمثيل 50 سنة من حياة المجتمعات العربية، أين تبدو النساء معرضات للقمع، بأعمال امرأة واحدة”؟ وكتبت دانييلسون في كتابها “حاولت بناء صوت يدعي الملايين بأنه يمثلهم”، مضيفة “تعلمت أم كلثوم تقديم نفسها بالطريقة التي أرادت أن يتذكرها الجمهور بها”. وللتعمق في شخصية أم كلثوم، يجب تجاوز صورتها الفنية ودراستها كظاهرة اجتماعية. وعلى الرغم من غنائها بالعربية، أثّرت كوكب الشرق في البعض من أعظم فناني الغرب، حيث وصفها بوب ديلان بالرائعة ورقصت شاكيرا وبيونسي على ألحانها وأشادت ماريا كالاس بصوتها. وقال روبرت بلانت، من فرقة الروك “لد زبلين”، إنه اندمج مع صوت أم كلثوم أثناء وجوده في مراكش في سنة 1970. وأعجب بقدرتها على التنقل في السلم الموسيقي وعلى الوصول إلى نغمات صوتية عميقة. وسجلت أم كلثوم حوالي 300 أغنية على مدار 60 عاما، وغنت عن الحب والفراق والشوق. ولا تزال أغانيها تسمع في سيارات الأجرة وأجهزة الراديو والمقاهي في جميع أنحاء العالم العربي بعد مرور 45 سنة على وفاتها. ويستمر أداء أم كلثوم حوالي خمس ساعات ويشمل 3 أغان مكررة. كان هدفها يكمن في إيصال المستمعين إلى درجة من الطرب وإلى حالة يندمجون فيها مع الموسيقى. ووفقا لخاشقجي، يعتبر عرض الثاني من مارس المقبل إحياء للتراث ولتاريخ الأغنية العربية وتعريف العالم على أدوات الأغنية العربية.
مشاركة :