تعليق: عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية أصبحت معقدة بشكل متزايد

  • 2/29/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية في رسم خريطة للمناطق الفلسطينية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تعكس "التغيير" في الضفة الغربية وفقًا "لخطة السلام في الشرق الأوسط الجديدة" التي اقترحتها الولايات المتحدة، على الرغم من المعارضة القوية من الجانب الفلسطيني. وقد أدان الجانب الفلسطيني محاولة الولايات المتحدة وإسرائيل إدراج أجزاء من الضفة الغربية في الأراضي الإسرائيلية، وتعتقد أن الخرائط ذات الصلة لم يكن لها أي شرعية. كما دعا الجانب الفلسطيني المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف سلوك الولايات المتحدة وإسرائيل. أكد مجلس الأمن الدولي مجددًا دعمه لـ "حل الدولتين" الفلسطينية و الإسرائيلية في 25 فبراير الجاري، وهذه هي المرة الأولى التي يعبر فيها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن موقفه من هذه القضية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن خطة جديدة. تزايد حدة النزاعات والصراعات الفلسطينية ـ الإسرائيلية يزيد من الوضع سوءًا يعتقد الرأي العام الدولي عمومًا أن ما يسمى بـ "صفقة القرن" ستؤدي إلى إضفاء الشرعية على المستوطنات اليهودية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ، مما يجعل الوضع على الجانب الفلسطيني أكثر صعوبة ، وسيزيد من حدة التناقضات والصراعات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. قال المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف يوم 26 فبراير، إن تسريع إسرائيل في بناء المستوطنات "مقلق". وأن بناء جميع المستوطنات الإسرائيلية ينتهك القانون الدولي ويظل عقبة رئيسية أمام محادثات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وحول آخر تطورات الوضع في الشرق الاوسط، أخبر ملادينوف مجلس الأمن أن هناك نزاعات مستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ، وأن الهجوم المتبادل بالصواريخ وقذائف الهاون لن يؤدي إلا إلى إدخال غزة في جولة أخرى من الصراع " غير مرئي". وقد أطلق الجانب الفلسطيني في الشهر الماضي ، أكثر من 100 صاروخ ونحو مائة عبوة ناسفة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. ورداً على ذلك ، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر من 100 صاروخ على قطاع غزة ، مما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين. وتستمر النزاعات بين الجانبين في الضفة الغربية. وفي الشهر الماضي ، قُتل سبعة فلسطينيين وأصيب 206 ، ومن الجانب الاسرائيلي، جرح 16 من أفراد الأمن و 7 مدنيين. بالعودة إلى الإجماع ودعم "حل الدولتين" يمكن أن يحقق سلامًا دائمًا كرر مجلس الأمن الدولي يوم 25 فبراير الجاري دعمه لـ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل. ودعا مجلس الامن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى عدم تقويض فرص الحل الذي ينص على إقامة دولتين وإبقاء حظوظ السلام العادل والشمال والدائم قائمة. وشدد الاعلان الذي اصدره مجلس الامن الدولي على ضرورة مضاعفة الجهود المشتركة لاطلاق مفاوضات ذات مصداقية حول كل القضايا المرتبطة بعملية السلام في الشرق الاوسط. وصرح الممثل الصيني في الدورة الثالثة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم 26 فبراير الجاري ، أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني بشكل كبير، وأن الصراعات والمواجهات المستمرة بين فلسطين واسرائيل أدت إلى تآكل الثقة المتبادلة وانحرفت عن المسار الصحيح لعملية السلام. وأن أي حل للقضية الفلسطينة بحاجة إلى الاستماع إلى آراء ومقترحات الأطراف الرئيسية ، وخاصة الجانب الفلسطيني ، والاستماع إلى أصوات الدول والمنظمات الإقليمية ، والتوصل إلى اتفاق من خلال الحوار والمفاوضات على قدم المساواة بين فلسطين وإسرائيل. قالت نورهان الشيخ ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في مصر في مقابلة مع مراسل صحيفة الشعب ، إن "خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط " هي سبب الاضطرابات المتزايدة بين فلسطين واسرائيل، وهي صياغة اسرائيلية تمامًا وهي غير عادلة، وأنما هي أداة تخدم الشؤون الداخلية للولايات المتحدة وإسرائيل. كما ان المعارضة في داخل الولايات المتحدة ليست صغيرة. حيث قال فيليب غوردن ، زميل بارز في الرابطة الأمريكية للعلاقات الخارجية ، إن "خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط" هي "جنون العظمة" وتمهد الطريق لضم إسرائيل لاجزاء من الاراضي الفلسطينية المحتلة، مما سيثير غضب الفلسطينيين وصراعا أكثر عنفا. أكد مايكل لينك ، مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، أن "خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط " ليست وسيلة جيدة لتعزيز السلام الدائم بين إسرائيل وفلسطين. وأن الخطة الأمريكية ستعمل على تخريب النظام الدولي القائم على القواعد وقد تقوض إجماع المجتمع الدولي على المدى الطويل بشأن حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. يعتقد طارق باكوني المحلل الدولي في مجموعة الأزمات الدولية، أن خطة السلام التي أطلقتها الحكومة الأمريكية قد خمدت الأمل في المصالحة من خلال المفاوضات ، وأن خطة السلام المزعومة جعلت السلام أكثر بعداً.

مشاركة :