خارج سراقب (سوريا)/أنقرة (رويترز) - توجه لاجئون في تركيا صوب الحدود الأوروبية يوم الجمعة إثر إعلان مسؤول فتح الحدود ردا على تصعيد الحرب في سوريا حيث قتل 33 جنديا تركيا على أيدي قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا وتتبادل موسكو وأنقرة اللوم في الضربة التي نُفذت في شمال غرب سوريا. وأسقط الهجوم أكبر عدد من القتلى للجيش التركي منذ نحو 30 عاما. ودعا مجلس الأمن الدولي لاجتماع طارئ لتجنب الصراع المباشر بين روسيا وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أدان هجوم يوم الخميس على القوات التركية في محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأكد دعم الولايات المتحدة لجهود أنقرة لتجنب كارثة إنسانية في سوريا. وقال المتحدث جود دير إن الزعيمين قالا إنه يتعين على سوريا وروسيا وقف جرائمهما في شمال غرب سوريا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن التصعيد يمثل ”إحدى أكثر اللحظات المثيرة للقلق“ في الحرب ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وعززت اليونان وبلغاريا الإجراءات على حدودهما ردا على تهديد تركيا بإعادة فتح الحدود التي تم إغلاقها بموجب اتفاق أوقف أزمة المهاجرين في عامي 2015 و2016 عندما عبر مليون شخص إلى أوروبا. وقال مسؤول تركي بارز لرويترز طلب عدم ذكر اسمه ”قررنا اعتبارا من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا برا أو بحرا“. وأضاف ”أصبح عبور كل اللاجئين، بمن فيهم السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحبا به“. وفي غضون ساعات، توجه عشرات المهاجرين سيرا على الأقدام نحو الحدود الأوروبية في الساعات الأولى من يوم الجمعة. وحمل رجل طفلا صغيرا بينما استقل آخرون سيارات أجرة. وقال شاهين نبي زاده وهو مهاجر أفغاني عمره 16 عاما وكان ضمن مجموعة من المهاجرين تستقل واحدة من ثلاث سيارات أجرة كانت متوقفة على الطريق السريع في ضواحي اسطنبول ”سمعنا بتلك الأنباء من التلفزيون“. وعند معبر بازاركولي الحدودي مع اليونان، واجه عشرات المهاجرين أسوارا شائكة وقنابل دخان. وتقطعت السبل بالبعض في المنطقة الفاصلة بين البلدين وحاولوا العودة إلى الجانب التركي هربا من الدخان ليتم صدهم. وقال حميد محمد الذي كان يحمل فتاة صغيرة إن الشرطة اليونانية أعادته. وأضاف ”نريد من الحكومات التركية والأوروبية فتح هذه البوابة“. وقال رئيس الوزراء اليوناني إن بلاده لن تسمح بأي عبور غير قانوني. وقال رئيس الوزراء البلغاري إن احتمال حدوث أزمة هجرة جديدة يشكل تهديدا أكبر فيما تكافح الدول الأوروبية للتعامل مع تفشي فيروس كورونا. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن أنقرة لم تعلن رسميا أي تغيير في سياستها المتعلقة بالوضع على الحدود. * مليون نازح داخل سوريا كان هناك دليل كاف على تجدد المعارك التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. ونزح مليون مدني منذ ديسمبر داخل سوريا قرب الحدود التركية في طقس شتوي قارس. وتقول تركيا التي تستضيف 3.7 مليون لاجئ سوري إنها لا تستطيع استقبال المزيد. وشاهد مراسلو رويترز على خط المواجهة سحبا ضخمة من الدخان الأبيض بينما قصفت القوات الحكومية بلدة سراقب، التي تقع في مفترق طرق مهم وقد سيطر عليها مسلحو المعارضة هذا الأسبوع في صد نادر لتقدم الحكومة. وتحرك مقاتلو المعارضة على الطرق السريعة في شاحنات صغيرة تحمل مدافع. وفي عاصمة محافظة إدلب، نُقل المقاتلون الجرحى إلى إحدى العيادات. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها طلبت من تركيا السماح بنقل المساعدات الإنسانية الحيوية والفرق الطبية لمساعدة اللاجئين في شمال غرب سوريا. وتفاقمت الحرب الأهلية في سوريا في الشهور القليلة الماضية رغم أنها توارت إلى حد كبير من أجندة الدول الغربية. وشنت الحكومة السورية، بدعم من سلاح الجو الروسي، هجوما لاستعادة شمال غرب البلاد وهو آخر معقل كبير تحت سيطرة المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا. ومع تهاوي المساعي الدبلوماسية التي ترعاها أنقرة وموسكو، أصبحت تركيا أقرب من أي وقت مضى إلى المواجهة المباشرة مع روسيا في ساحات القتال. وتحدث أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف صباح الجمعة لتفادي تصعيد المواجهة. وقال الكرملين إنهما اتفقا على ضرورة القيام بترتيبات جديدة للحيلولة دون وقوع اشتباكات في محافظة إدلب. وقالت تركيا إن الزعيمين اتفقا على الاجتماع في أقرب وقت ممكن. وقال جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تويتر ”ثمة خطر من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية مفتوحة كبرى. هذا يسبب أيضا معاناة إنسانية لا تطاق ويعرض المدنيين للخطر“. وتُذكر عودة اللاجئين للحدود بأكبر أزمة هجرة في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية، أزمة 2015 و2016 عندما غرق آربعة آلاف شخص وهم يحاولون الوصول إلى اليونان قبل أن تغلق تركيا الحدود مقابل الحصول على أموال من الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف ”في الوقت الذي نفرض فيه رقابة أشد على الحدود بسبب فيروس كورونا، تخيل لو كان لدينا تدفق لمئات الآلاف من المهاجرين... ليس بوسعنا تحمل ذلك“. وأرسلت تركيا، وهي منذ سنوات حليف أساسي للمعارضة التي تحارب الرئيس بشار الأسد، آلاف الجنود وعتادا عسكريا ثقيلا في الأسابيع الأخيرة لإدلب. إعلان وأسقط هجوم يوم الخميس على الجيش التركي أكبر عدد من القتلى في صفوفه في هجوم واحد منذ عام 1993، عندما تعرض لهجوم من انفصاليين أكراد. وقال وزير الدفاع التركي إن الهجوم وقع رغم التنسيق مع روسيا. وقالت موسكو إن القوات التركية ما كان يجب أن تكون في المنطقة وإن أنقرة تقاعست عن الإبلاغ عن مكان جنودها. شارك في التغطية علي كوتشوك جوتشمن وجان سيزار من اسطنبول وسيدة جاجاليان وطوان جمركجي من أنقرة - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن
مشاركة :