نشرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية تقريراً عن التخبط والكذب الإيراني في ملف فيروس كورونا حيث أعلنت إيران عن وفاة 43 شخصاً، وإصابة المئات في ظل اتهامات للسلطات بإخفاء حقيقة الأرقام. وغالباً ما تتعرض طهران، المدينة ذات التكتل السكاني البالغ عشرة ملايين نسمة، لذروات التلوث المروعة التي تجبر المدارس على الإغلاق. ومنذ صباح يوم السبت، أول يوم عمل من أيام الأسبوع في إيران، كان السكان يرتدون كمامات في الشوارع ليس لوقاية أنفسهم من هواء العاصمة الملوث، بل للوقاية من فيروس كورونا. وبدأت تظهر الملصقات المضادة للمصافحة بالأيدي عند مداخل الشركات. فبعد الصين، أصبحت إيران موطنًا لمعظم الوفيات التي تسبب بها فيروس "Covid-19"، في غضون أيام قليلة فقط، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة.مترامية الأطراف أُعلن عن الحالات الأولى خلال منتصف الأسبوع الماضي في مدينة قم المقدسة، مقر العديد من المدارس والمؤسسات الدينية. ووفقًا لوزير الصحة، فإن أحد المصابين هو تاجر سافر إلى الصين مؤخرًا. ومنذ ذلك الحين، توفي 43 شخصًا في إيران وأصيب الآلاف، من ضمنهم مصابون من العاصمة. وقال رئيس مجلس البلدية محسن هاشمي إنه مستعد لإجراء حجر صحي للمدينة "في حال ازدياد عدد الأشخاص المصابين". أمرٌ يبدو من الصعب تخيله، حيث إن المدينة كبيرة ومترامية الأطراف وتعتمد على التبادلات اليومية مع ضواحيها. وأعلنت السلطات عن وضع "تدابير وقائية" في 14 من أصل 31 مقاطعة في البلاد. كما أن العديد من الأماكن العامة (مدارس وجامعات ودور سينما ومسارح) مغلقة مؤقتًا. هذا وتحصن دول المنطقة نفسها، فقد فرضت معظم دول المنطقة والعالم قيودًا في التعاملات مع إيران بشكل مؤقت.شفافية ووصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بـ"المقلق للغاية" بشأن تفشي الفيروس في بلدان جديدة، من ضمنها إيران. فالوضع مقلق أكثر في إيران لأنه يشتبه في أن السلطات تتكتم على الواقع. واتهم أحمد أميربادي فرحاني، نائب من منطقة قم، الحكومة "بالكذب على الشعب" مساء الأحد، قائلًا إن "حوالي 50 شخص" قد توفوا بسبب الفيروس. ورد نائب وزير الصحة، ايراج حريرشي قائلًا: "أنا أنفي هذه المعلومة بشكل قاطع". كما وعد بدوره المتحدث الرسمي باسم الحكومة "بتحري الشفافية عند نشر الأرقام". بالتأكيد لن يكون هذا الالتزام كافيًا للطمأنة، لأن الحكومة افتقدت للمصداقية في شهر يناير. بعد سقوط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، والتي أسفرت عن موت 176 شخصًا على متنها، أعلنت السلطات إلى أنه كان حادثًا. قبل التراجع بعد بضعة أيام، مكرهة ومجبرة بسبب الاتهامات الدولية. في الثامن من يناير، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على المنشآت العسكرية الأميركية في العراق، ردًا على اغتيال جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني قبل بضعة أيام. وقامت القوات المسلحة بإسقاط الطائرة المدنية عن طريق الخطأ في الساعات الأولى من الصباح، كما أنها اعترفت بعد 3 أيام من الكذب.
مشاركة :