الغردقة، مصر 29 فبراير 2020 (شينخوا) افتتح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (السبت) متحفا في مدينة الغردقة الساحلية بهدف تنشيط السياحة في محافظة البحر الأحمر، جنوب شرق القاهرة. وقال مدبولي في كلمة خلال الافتتاح اليوم إن متحف الغردقة تجربة مميزة جدا، إذ يمثل أول شراكة بين الدولة والقطاع الخاص في مجال المتاحف، مؤكدا أن الدولة لم تتحمل أي تكلفة مادية. وأوضح أن إحدى شركات القطاع الخاص تولت إنشاء مبنى وتجهيزات المتحف بالكامل بكل تكاليفه، فيما قامت وزارة الآثار باختيار ووضع القطع الأثرية. ويضم المتحف نحو 1791 قطعة أثرية تمثل مختلف العصور التاريخية المصرية حتى العصر الحديث، بحسب مدبولي. وأشار إلى أن المتحف يحكي تاريخ مصر كله منذ ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة. وأكد مدبولي أن وزارة الاثار هي المسؤولة عن تأمين وإدارة المتحف، طبقا لقانون الاثار، على أن يتم اقتسام الإيراد مع القطاع الخاص المشارك بحسب اتفاق الشراكة. وقال رئيس الوزراء المصري إن الغردقة تعتمد على السياحة الترفيهية والشاطئية، ووجود المتحف الجديد يمثل إضافة للسياحة الثقافية، ويشجع مختلف السائحين على زيارة القاهرة والأقصر وأسوان ومختلف المدن المصرية للتعرف ومشاهدة الاثار الأخرى. ويقام متحف الغردقة على مساحة 3 آلاف متر مربع، ويضم حوالي 41 فاترينة لعرض القطع الأثرية، وبلغت تكلفة بنائه نحو 180 مليون جنيه (نحو 11.6 مليون دولار)، بحسب ما أفاد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري وكالة أنباء ((شينخوا)). ويضم المتحف مركزا تجاريا يضم العديد من المحلات التجارية التي تعرض ماركات عالمية لمنتجات مختلفة. ويحيط بالمتحف ساحة مكشوفة تبلغ مساحتها نحو 7 آلاف متر، تضم مسرحا مكشوفا، ومنطقة أطفال، ومنطقة خدمات، وكافتيريات، وموقف سيارات. والمتحف مجهز بأحدث وسائل ونظم العرض المتحفي، ونظم التأمين، وتم تزويده بنحو 60 كاميرا مراقبة، ولوحات ارشادية. وزينت حوائط المتحف لوحات شارحة لتاريخ القطع الأثرية والعصور التاريخية التي مرت بها مصر، والتي تمثلها القطع المعروضة. وقال وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، إن المتحف يقدم بانوراما متكاملة للحضارة المصرية عبر مختلف العصور، إذ يضم 1791 قطعة آثار من العصر المصري القديم "يوناني روماني، يهودي، مسيحي، إسلامي، وحديث". وأوضح العناني، في تصريحات للصحفيين عقب الافتتاح، أنها المرة الأولى من نوعها، التي تشهد فيها المنظومة المتحفية شراكة بين الدولة والقطاع الخاص، معربا عن أمله في أن تكون التجربة ناجحة، حتى يتم تطبيقها في أماكن أخرى. وأشار إلى أن القانون لا يوجد فيه ما يمنع الشراكة بين الجانبين في هذا المجال، مؤكدا أن الإجراء قانوني بنسبة 100 بالمائة. ولفت إلى أن أغلب القطع المعروضة بالمتحف كانت بالمخازن ، معتبرا أن أخطر شئ على الأثر أن يبقى بالمخازن سنوات وسنوات ولا يعرض، وأكد أن الآثار مكانها الطبيعي هو العرض بالمتاحف لزيادة الوعي وتنشيط السياحية. بدوره، مدير متحف الغردقة محمد إمام يونس، إن المساحة الاجمالية للموقع تبلغ 10 آلاف متر، بينها مبنى المتحف الذي تبلغ مساحته 3 آلاف متر، تشتمل على 11 ممرا موزعة تضم 41 فاترينة تشتمل على 1791 قطعة اثرية تبدأ من عصر ما قبل الأسرات حتى العصور الحديثة. وأضاف يونس لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن القطع الأثرية من عصر الأسرات والدول القديمة حتى الأسرة الثلاثين، احتلت نصيب الأسد في المتحف. وأوضح أن من أهم القطع المعروضة بالمتحف تمثال ميرت آمون والتي تم اكتشافها خلال الحفائر التي جرت عام 1896 شمال غرب معبد الرامسيوم داخل المعبد الجنائزي الذي أقامه الملك رمسيس الثاني. ويضم المتحف أيضا ثلاث مومياوات، وهو ما يبرز ما يتمتع به المصري القديم من وازع ديني، وحرصه على الحفاظ على أجساد الموتى حتى يضمن لها حياه كريمة بعد الموت وعدم الشقاء في العالم الآخر، الأمر الذي انعكس كثيرا على الاهتمام بالتحنيط. وأوضح أن المصري القديم كان يعتقد أن من لم يحنط جسده بشكل سليم بعد وفاته، سيقابل الشقاء بعد الموت. وبدأت أعمال الترميم للقطع المعروضة بالمتحف من شهر يونيو الماضي واستمرت حتى يوم أمس، بحسب يونس. وتعد السياحة واحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، وتمثل آثار مصر القديمة عامل جذب رئيسيا للسياح.
مشاركة :