الدوحة 29 فبراير 2020 (شينخوا) وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية اليوم (السبت) في الدوحة اتفاقا تاريخيا لسلام شامل يتضمن انسحابا للقوات الأجنبية في غضون 14 شهرا، وتبادلا لآلاف المقاتلين والسجناء السياسيين، وحوارا أفغانيا داخليا يناقش وقف إطلاق نار دائم وشامل. ويتكون الاتفاق من أربعة أجزاء، ينص الجزء الأول منه على فرض ضمانات وآليات تحول دون استخدام التراب الأفغاني من قبل أي مجموعات أو أفراد ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها. وبموجب هذا البند لن تسمح حركة طالبان لأي من أفرادها أو أفراد أو جماعات أخرى ، بما في ذلك تنظيم القاعدة ، باستخدام أرض أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها، وسترسل رسالة واضحة مفادها أن أولئك الذين يشكلون تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها ليس لهم مكان في أفغانستان. كما ستمنع الحركة الأفغانية من تجنيد وتدريب أي أفراد أو جماعات وجمع الأموال ولن تستضيفهم وفقا للالتزامات الواردة في هذه الاتفاقية. بينما ستلتزم بالتعامل مع الذين يطلبون اللجوء أو الإقامة في أفغانستان بموجب قانون الهجرة الدولي والالتزامات في هذا الاتفاق بحيث لا يشكل هؤلاء خطرا على أمن الولايات المتحدة وحلفائها. ولن تقوم الحركة بمنح تأشيرات أو جوازات سفر أو تصاريح سفر أو أي وثائق قانونية أخرى لدخول من يشكلون خطرا على أمن الولايات المتحدة وحلفائها. فيما ينص الجزء الثاني على فرض ضمانات وآليات وإعلان جدول زمني لسحب القوات الأجنبية من أفغانستان. وبموجب هذا البند تلتزم الولايات المتحدة بسحب كل قواتها العسكرية وقوات حلفائها وشركاء التحالف، بما في ذلك كل الشخصيات غير الدبلوماسية والمتعاقدين الأمنيين والمتدربين والمستشارين وأفراد خدمات الدعم في غضون 14 شهرا عقب الإعلان عن الاتفاق. ويتضمن كذلك تقليص عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 8600 عسكري وتقليص عدد قوات حلفاء واشنطن وقوات التحالف بصورة متناسبة في أول 135 يوما، إلى جانب سحب كل القوات الأجنبية من خمس قواعد عسكرية. وتلتزم الولايات المتحدة بالبدء فورا بالعمل مع كل الجهات المعنية على خطة لتبادل إطلاق سراح المقاتلين والسجناء السياسيين كإجراء لبناء الثقة مع التنسيق والتوافق بين جميع الأطراف المعنية. وسيتم بموجب ذلك إطلاق سراح 5 آلاف سجين من طالبان وألف سجين من الطرف الآخر بحلول 10 مارس المقبل، موعد اليوم الأول من المفاوضات بين الأفغان، وتلتزم الأطراف المعنية بهدف إطلاق سراح كل المسجونين الباقين على مدار الثلاثة أشهر المقبلة، كما تلتزم الولايات المتحدة بإكمال هذا الهدف. وبحسب الجزء الثالث من الاتفاق، ستبدأ حركة طالبان مفاوضات أفغانية داخلية مع الأطراف الأفغانية في 10 مارس المقبل. وينص الجزء الرابع على أن يكون وقف إطلاق النار الدائم والشامل مادة على أجندة الحوار والمفاوضات الأفغانية الداخلية. ومن المقرر أن يناقش المشاركون في هذه المفاوضات تاريخ وأساليب وقف إطلاق النار الدائم والشامل، بما في ذلك آليات التنفيذ المشترك، والتي سيتم الإعلان عنها بالتزامن مع إكمال والاتفاق على مستقبل خارطة الطريق السياسية لأفغانستان، بحسب الاتفاق. ومع بداية المفاوضات بين الأفغان ستبدأ الولايات المتحدة مراجعة إدارية لقائمة العقوبات والمكافآت المرصودة ضد أعضاء حركة طالبان مع هدف إلغاء هذه العقوبات بحلول 27 أغسطس المقبل. كما ستشرع الولايات المتحدة، مع بدء المفاوضات بين الأفغان، بالمشاركة الدبلوماسية مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأفغانستان لإزالة أسماء أعضاء طالبان من قائمة العقوبات على أن يتم تحقيق هذا الهدف بحلول 29 مايو المقبل. وستسعى الولايات المتحدة وحركة طالبان إلى علاقات إيجابية، وستسعى واشنطن أيضا لتعاون اقتصادي من أجل إعادة الإعمار مع الحكومة الإسلامية الأفغانية الجديدة بعد التسوية على النحو الذي يحدده الحوار والمفاوضات بين الأفغان، ولن تتدخل في شؤونها الداخلية. كما ستطلب الولايات المتحدة اعتراف ومصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على هذا الاتفاق وإقراره. وستكون الأجزاء الأربعة المذكورة آنفا مترابطة وسينفذ كل واحد منها بالتزامن مع جدوله الزمني المتفق عليه والشروط المتفق عليها، وسيمهد الجزئين الأول والثاني من الاتفاق الطريق إلى الجزئين الآخرين. وتطبق التزامات طالبان في هذا الاتفاق في المناطق الخاضعة لسيطرتها حتى تكوين حكومة أفغانية جديدة بعد التسوية وفق ما تحدده المفاوضات والحوار الأفغاني الداخلي، وفقا للاتفاق.
مشاركة :