صنعاء 29 فبراير 2020 (شينخوا) سيطر الحوثيون اليوم (السبت) على مركز مديرية الغيل في محافظة الجوف شمال شرق صنعاء بعد هجمات مكثفة ومعارك مع القوات الحكومية اليمنية، بحسب مصادر محلية وعسكرية. وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن مسلحي جماعة الحوثي تمكنوا اليوم من السيطرة على مركز مديرية الغيل" الواقعة إلى الجهة الغربية من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، وذلك بعد "هجمات مكثفة خلال الأيام والساعات الماضية". وأوضح المصدر أن الحوثيين ركزوا هجومهم على منطقة "وادي شواق" غرب مركز مديرية الغيل، وتمكنوا من السيطرة على المنطقة والوصول إلى مركز المديرية والتمركز فيه، مشيرا إلى انتقال المعارك إلى مناطق أخرى من المديرية. وفي السياق، أكد مصدر عسكري ل((شينخوا)) تقدم الحوثيين في مركز مديرية الغيل، لكنه استدرك قائلا إن "هذه ليست نهاية المعركة". وكانت مديرية الغيل خاضعة لسيطرة القوات الحكومية منذ مطلع أبريل من العام 2016، وهي المعقل الرئيسي للفكر الشيعي في محافظة الجوف وينتمى لها معظم القيادات الحوثية في الجوف. وتقع مديرية الغيل على الحدود الغربية لمدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف الواقعة على بعد (143 كلم شمال شرق صنعاء). وأكد مصدر عسكري ل(شينخوا) أن الحوثيين سيطروا اليوم على مركز مديرية الغيل ومناطق أخرى بها. وقال المصدر إن المعارك لا تزال مستمرة في مناطق عدة في مديرية الغيل وفي مديرية خب والشعف، خاصة في منطقة العقبة التابعة للمديرية والتي تبعد نحو عشرة كيلومترات شمال شرق مدينة الحزم. كما تشهد منطقة الجرعوب ومناطق أخرى في مديرية المتون معارك هي الأعنف بين الحوثيين والقوات الحكومية، بحسب المصدر. وأشار المصدر إلى أن طيران التحالف العربي دعم القوات الحكومية بسلسلة ضربات جوية على أهداف للحوثيين في الجوف. وكشفت الحكومة اليمنية عن مقتل ضابطين اثنين من قواتها في معارك الجوف. ونعى رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، في برقية عزاء العميد الركن عبدالغني علي الدعوس، ركن تسليح المنطقة العسكرية السادسة والعقيد محمد غبير، أثناء أدائهما واجبهما الوطني بمحافظة الجوف، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تديرها الحكومة. في المقابل، ذكرت قناة (المسيرة) الناطقة باسم جماعة الحوثي، أن "طيران العدوان السعودي الأمريكي شن سبع غارات على مديرية المطمة، وغارة على مديرية الغيل". وبث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر جثث قتلى قالوا إنها لمسلحين حوثيين قضوا في معارك مديرية الغيل في الجوف. ولم يتسن التحقق من صحة الصور. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، قد أدان بشدة الجمعة التصعيد العسكري في محافظة الجوف، معتبرا أنه "مثير للإحباط والفزع الشديدين". وقال غريفيث في بيان :" أشعر بالانزعاج بشكل خاص من الموقف العسكري المتهور الذي يتعارض مع رغبة الأطراف المعلنة في التوصل لحل سياسي". وأكد أن "المستفيدين من هذا التصعيد في الجوف يقوضون بشكل جدي فرص السلام الذي يستحق اليمنيون الحصول عليه بشكل عاجل". وحمل غريفيث "الأطراف مسؤولية العواقب الإنسانية الوخيمة التي يتسبب فيها هذا التصعيد"، مؤكدا أنه "لا بديل عن تسوية سياسية يتم الوصول إليها عن طريق التفاوض". وتشهد محافظة الجوف تصعيدا عسكريا غير مسبوق، إذ يحاول الحوثيون التوغل في مناطق واسعة تحت سيطرة القوات الحكومية، بحسب مصادر محلية مسؤولة. وتصاعد القتال في محافظة الجوف خلال الأيام الماضية بعد أن تجدد بشكل واسع في العاشر من يناير الماضي. وتتكون محافظة الجوف من 12 مديرية وتضاريسها متنوعة بين جبلية وسهلية وصحراوية، وترتبط أجزاء منها بالحدود السعودية. وتسيطر القوات الحكومية على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف ومناطق أخرى منذ ديسمبر من العام 2015، فيما يتمركز الحوثيون في مناطق واسعة بالمحافظة ويحاولون السيطرة عليها بالكامل.
مشاركة :