عمر الغانم: القوانين المتشدّدة عائق أساسي أمام روّاد الأعمال | اقتصاد

  • 6/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع وصول معدلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 25 في المئة، تصبح مشكلة البطالة من بين أكبر التحديات والمعوقات التي تحول دون تحقيق السلام والرخاء في المنطقة. هذا ما تم مناقشته من قبل الحاضرين للمنتدى الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذين أجمعوا على أن الحلول تكمن في حتمية حث المدراس والجامعات لطلابها على التفكير الناقد، وتشجيع المرأة على الدخول في حقل العمل بشكل أكثر إيجابية وفعالية، إلى جانب ضرورة تسهيل الحكومة لإجراءات تأسيس الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم والرئيس الشريك للمنتدى الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لهذا العام عمر قتيبة الغانم، إنه «من السهل التوصل للمشكلة ولكن الأصعب جداً وضع الأيدي على الحلول، كما يعد سهلاً أن نشير نحو الحكومات بأصابع الاتهام وأننا لا نحصل على الكفاءات التي نحتاجها ولكنها مسؤوليتنا أيضاً كقطاع خاص أن نزود الشباب بالمهارات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية»، مشيراً إلى أن «الفرق بين دول الشرق الأوسط وشركات عالمية مثل التي في سيليكون فالي ليس في الشهادات العليا بل أسلوب التفكير، ونحتاج أن نعلم شبابنا أن يفكروا بأسلوب تحليلي ناقد». ومن بين التحديات الأخرى التي يواجهها الشباب العربي هي الروتين الذي تفرضه الحكومات على الشباب الراغبين في تأسيس مشاريع وشركات صغيرة أو متوسطة، وقد أعدت شركة صناعات الغانم دراسة حول الحوافز والعوائق التي تواجه قطاع ريادة الأعمال في المنطقة، شاركت بها الحاضرين للمنتدى، والتي أشارت نتائجها إلى أن ما يزيد على نصف الشباب أكد أن العائق أمام نجاح مشاريعهم الخاصة هو القوانين الحكومية المتشددة. وقالت «صناعات الغانم» خلال الدراسة إن هؤلاء الذين كانت لديهم الرغبة في إقامة نشاط تجاري أفاد 25 في المئة من بينهم بأن الإجراءات الحكومية المشددة والقوانين الصارمة قد حالت دون تنفيذهم لتلك المشاريع، لافتة إلى أن الحكومة الكويتية لعبت دوراً رائداً في تمويل المشاريع وقد أعلنت أخيراً تخصيص ملياري دينار للهدف نفسه، الأمر الذي يعد مثالاً يُحتذى به وقدوة صالحة تقتدي بها دول المنطقة. وفي سياق الحديث عن ريادة الأعمال وخلق فرص العمل في المنطقة، أعرب الغانم عن أسفه في أن الحاجة إلى رأس المال ليست هي التحدي الذي يواجه رواد الأعمال الشباب بل القوانين الحكومية المتشددة، لافتاً إلى أن القطاع الخاص أيضاً له دور لابد وأن يلعبه كما وعلى البنوك أيضاً اتخاذ الإجراءات التي تضمن تسهيل تمويل تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة الواعدة. وأضاف الغانم أنه في المنطقة العربية، ينحصر جل الاهتمام على حصول الشباب على الشهادات الدراسية دون حثهم وقيادتهم نحو التفكير السليم، وقال «فمع الأسف نفتقر على مستوى منطقة الخليج للمعلمين الماهرين، فلدينا العديد من المباني المجهزة والمدرسين لكن ينقصنا الجودة والبراعة اللازمة لإحداث التغيير». في بادرة جريئة للتصدي لمعدلات البطالة، دعا مجلس الأعمال الإقليمي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي ترأسه الغانم، العديد من قادة الأعمال والمنظمات للمشاركة في الجهود المشتركة المبذولة في سبيل إعداد 100 ألف من شباب المنطقة للانضمام للقوة المنتجة بحلول عام 2017. ومن خلال هذه المبادرة، التي سميت بـ «رؤية جديدة لتوظيف الشباب العرب»، سيتمكن المشاركون فيها من تقديم مبادرات الشركات الخاصة بتطوير المهارات وتعزيز روح المبادرة والمساهمة في تواصل تلك المواهب. والجدير بالذكر أن مؤسسي المبادرة التسعة هم شركة صناعات الغانم، ومجموعة عبداللطيف جميل، وشركة اتحاد المقاولين، وشركة الهلال، وشركة نفط الهلال، ومجموعة جميرا، وشركة العليان المالية، وVPS للرعاية الصحية، ومجموعة زين، وقد التزمت الشركات التسعة بتحقيق 50 في المئة من الالتزام الذي تعهد به مجلس الأعمال الإقليمي. وناقش باقي المتحدثين في الجلسة، وهم رئيس وزراء الجمهورية الليبية السابق (2011) وزعيم تحالف القوى الوطنية محمد جبريل، ومؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة أرامكس العالمية فادي غندور، ورئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الشيخة بدور القاسمي، ورئيسة وممثلة شراكات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سويسرا الأميرة كارولين دي بوربون بارما، هذه المسألة من خلال جلسة عامة، أقيمت ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. واعتبر مؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة أرامكس العالمية فادي غندور، أن الشباب هم التحدي الأكبر وكذلك الفرصة الأكبر في المنطقة، مؤكداً أن دور النظام التعليمي في المنطقة مازال يقتصر على تخريج طلبة للعمل في القطاع العام بمعدلات تتراوح بين 50 و80 في المئة من القوى العاملة. ومن ناحيتها، قالت القاسمي إن الحاجة للإصلاح التعليمي أمر حتمي ومسؤولية يشارك فيها أولياء الأمور والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ككل، مضيفة «نحتاج أن نستثمر أولاً في الموارد البشرية قبل البنية التحتية». وسلطت كارولين دي بوربون بارما، الضوء على الدور الذي يلعبه التعليم، لافتة إلى أنه خلال الصراعات يصبح التعليم واحدة من أهم العناصر التي لابد من الاستمرار في مواصلة تقديمها لأنه يبعث الأمل والرجاء في نفوس وقلوب الأطفال وعائلاتهم على حد سواء، معتبرة أن ما يزيد المشكلة هو أن الشابات لا ينضممن للقوى العاملة، فتشير الأرقام إلى أن معدلات البطالة تصل إلى 44 في المئة بالمنطقة وترتفع بين الإناث لتصل إلى ضعف هذا الرقم، في حين أن ما يزيد على نصف خريجي الجامعات هم من الإناث. وأكدت القاسمي «لابد وأن نغير نظرتنا للدور الذي يلعبه الذكور والإناث في المجتمع، ولا بد وأن تدعم القوانين والتشريعات دور المرأة العاملة وتمنحها التسهيلات الخاصة بإجازات الوضع وتفعيل مفهوم المسؤولية المشتركة بين الوالدين». وبدوره، قال جبريل:«إن لم تكن الخيارات متاحة أمام الشباب فهناك خطر تحولهم إلى التطرف، والسؤال هنا هل نريد أن يصبح أبناؤنا جزءاً من القوة المنتجة أم أن ينضموا للجماعات الإرهابية أمثال داعش وغيرها». وأقيم المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البحر الميت في المملكة الأردنية من 21 إلى 23 مايو تحت رعاية ودعم جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، ويستضيفه الأردن للمرة التاسعة والاجتماع السادس عشر على مستوى المنطقة. وحضر المنتدى ما يزيد على 1000 من قادة القطاعين الاقتصادي والسياسي، xوالمنظمات العالمية، والشباب، وممثلي وسائل الإعلام لدى 50 دولة، وأقيم تحت شعار «ايجاد اطار اقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص». وشارك في رئاسة المنتدى كل من الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم في الكويت عمر قتيبة الغانم، ورئيس مبادرة البنية التحتية الاستيراتيجية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي والمبعوث الخاص بالأمم المتحدة للتعليم العالمي رئيس الوزراء البريطاني السابق (2007 – 2010) جوردون براون، ورئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية سوما شاكراباتي، ورئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في الإمارات العربية المتحدة الشيخة بدور القاسمي، ونائب رئيس مجلس إدارة جنرال إلكتريك جون رايس.

مشاركة :