النمش.. اضطرابات جلدية تصبغ البشرة

  • 3/1/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس يعد النمش من الإضرابات الجلدية التي تُحدث تغيراً في شكل البشرة؛ حيث يظهر على شكل بقع بنية منتشرة على الوجه وبعض المناطق التي تتعرض بشكل مباشر للشمس، وخاصة البشرة الحساسة، كما تلعب العوامل الوراثية دوراً رئيسياً في الإصابة، ويعد استخدام الواقي الشمسي بداية الوقاية من تطور الحالة، ومع ظهور العديد من التقنيات الحديثة أصبح التخلص من المشكلة ممكناً وبطرق ناجحة. تقول الدكتورة سوزان الزغبي أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية: النمش بقع صغيرة دائرية، بنية اللون، تظهر على الجلد في الأماكن التي تتعرض لأشعة الشمس من عمر السنتين إلى 4 سنوات وتستمر مع المراحل العمرية، وتعد أكثر انتشاراً لدى الأفراد ذوي البشرة البيضاء، والشعر الأحمر، وتختلف درجات ألوان النمش فربما تكون حمراء أو صفراء أو بنية أو سوداء، أغمق من لون البشرة الأصلي، وتحدث الإصابة نتيجة زيادة الخلايا المنتجة للميلانين، أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية وخاصة في الشتاء، وفى بعض الحالات يكون السبب عاملاً وراثياً، ويعتبر غير ضار ولا يتطور إلى سرطان. تضيف: يخلط بعض الناس ما بين بقع النمش والشامات، لكنهما مختلفان تماماً؛ حيث إن النمش يستهدف أصحاب البشرة الفاتحة، أما الشامة فتتواجد على الجلد بألوان داكنة أكبر حجماً، تتشكل بعد البلوغ وتسمى البقع الشمسية، أما مع تقدم العمر وعند المسنين تسمى بقع الشيخوخة ولا تختفي. فئة مستهدفة تذكر الدكتورة أمبرين رؤوف أخصائية الأمراض الجلدية، أن النمش علامات بنية تظهر على البشرة المكشوفة لأشعة الشمس مثل الوجه والذراعين والعنق والظهر العلوي، وربما يكون السبب وراثياً عن الأقارب، ويعمل التعرض للأشعة فوق البنفسجية على تنشيط الخلايا الصبغية لزيادة إنتاج الميلانين، الصبغة التي تمنح البشرة لونها، وربما يؤدي إلى أن يصبح لون البقع أغمق، ما يعني أن المصاب لم يسبق له علاج النمش، وربما يتطور فجأة بعد التعرض لأشعة الشمس، وعادة ما تهدأ الأعراض في فصل الشتاء. أعراض وتشخيص تؤكد د.أمبرين، أن الوراثة والتعرض لأشعة الشمس السبب الرئيسي لظهور النمش، ولا ترافق الإصابة أعراض كباقي المشكلات الجلدية، وتظهر البقع عند بناء الميلانين تحت الجلد، وتوجد على الوجه، وربما تستهدف أي منطقة أخرى من الجسم تتعرض لأشعة الشمس مثل الذراع والكتفين والرقبة، ويتم تشخيص الحالات عند زيارة الطبيب. مناطق الإصابة يوضح الدكتور بديع زريق مختص الأمراض الجلدية والتجميل، أن النمش بقع مسطحة بنية اللون واضحة الحدود وصغيرة الحجم، وعادة لا تتجاوز 5 مم، وتظهر على الجلد المعرض للضوء مثل الوجه، العنق، ظهر اليدين، والأكتاف، ولا تظهر في الأغشية المخاطية، وتصبح أكثر وضوحاً في الصيف وتتلاشى أو تختفي أحياناً في فصل الشتاء، وتعد الإصابة أكثر حدوثاً عند ذوي البشرة الفاتحة وخاصة أصحاب الشعر الأحمر، لكنها ممكنة الظهور عند أصحاب البشرة الأكثر قتامة، ومنها وراثي وتظهر لدى الأطفال عند سن الخامسة، ويجب تمييزها عن الشامة الشمسية، وعند الفحص النسيجي للنمش نشاهد زيادة في إنتاج الميلانين، دون زيادة في أعداد الخلايا الميلانية أو الصباغية. تدابير وقائية يذكر د.بديع، أن النمش الوراثي لا يمكن الوقاية منه فهو محدد جينياً، أما الذي يظهر بسبب التعرض للشمس فيمكن الحد من تفاقمه باستخدام واقيات الشمس ذات درجة الحماية العالية، والتي يفضل تطبيقها قبل الخروج من المنزل بربع ساعة، وإعادة تطبيقها كل ساعتين، إضافة إلى استخدام الملابس الطويلة وقبعات الرأس خلال الصيف، أما الكريمات والعلاجات الموضعية العادية فلا يفضل استخدامها؛ حيث إنها غير مفيدة. وسائل علاجية يؤكد د.بديع، أن هناك العديد من الطرق العلاجية التي يمكن أن تحقق النجاح في التخلص من النمش بنسبة عالية، وتتمثل في: * التبريد الذي يتم باستخدام غاز الآزوت السائل، وهي طريقة سريعة في معالجة معظم الحالات، لكنها ربما تكون مؤلمة قليلاً، ويمكن أن تُحدث بعض التغيرات اللونية على البشرة، وخاصة ابيضاض الجلد بمكان التبريد، أو تحدث فقاعة تشبه الحرق مكان التبريد. * التقشير الكيميائي باستخدام بعض الأحماض بتركيز معين لإحداث تقشير متوسط العمق، ويرافق هذه الطريقة بعض التأثيرات السلبية مثل الألم وإحساس الوخز والحرارة واحمرار الوجه، التورم وتقشر البشرة، ويحتاج الجلد إلى أسبوعين ليتعافى بشكل كامل. تقنية الليزر يشير د.بديع إلى أن الليزر يعد أفضل العلاجات وأحدثها وأكثرها أماناً؛ حيث إنه يمكن استخدامه للأعمار الصغيرة، وحتى لدى السيدات أثناء شهور الحمل، فهو لا يضر أو يؤثر في الجنين، وعادة تحتاج الحالات من جلسة إلى ثلاث بمعدل واحدة كل شهر، ومن الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث نتيجة استخدام لليزر: * الألم وهو خفيف ومحتمل وخاصة عند استخدام كريم مخدر موضعي. * تورم خفيف مكان الليزر، ويحتاج من يوم إلى ثلاثة ليزول. * الاحمرار الذي يحدث مكان الليزر، ويزول بسرعة خلال يوم. * التوسف، تقشر خفيف يحدث مكان الليزر وعادة يزول في غضون أسبوع. * لابد من سؤال المراجع إن كانت لديه قصة فيروس الحلأ أو الهربس لأن الليزر يمكن أن يسبب تفعيل وظهور الحلأ، وبهذه الحالة يفضل إعطاء المريض مضادات الفيروس قبل الليزر كسبيل للوقاية من ظهور الإصابة. الخلايا الصبغية يبين الدكتور علي الطائي طبيب الأمراض الجلدية، أن النمش بقع دائرية بنية اللون تظهر على البشرة، نتيجة التعرض لأشعة الشمس بشكل رئيسي، ما يؤثر في الميلانين والخلايا الصبغية، اللذين تصنفهما التقارير الطبية كمسببين رئيسين لظهور النمش، وإعطاء الجلد والشعر والعينين لونها؛ حيث يكتسب لوناً داكناً وشكلاً أكثر وضوحاً، لذلك يلاحظ الأشخاص الذين لم يسبق أن ظهر النمش على بشرتهم وجود هذه البقع بعد التعرض مطولاً لأشعة الشمس، أصبحت هناك باقات متكاملة من الحلول الفعالة التي تجعل المصاب يتخلص من هذه الآثار، بدءاً من العلاج التدريجي إلى السريع من خلال الكريمات أو تقنية الليزر أو غيرها من الإجراءات التجميلية، والتي يمكن البدء بها عن طريق تطبيق كريم الوقاية من أشعة الشمس، وتفتيح البشرة قبل أو بعد الخضوع لهذه العلاجات؛ إذ تقلل التأثيرات الضارة لهذه الأشعة، وتضمن حماية البشرة سواء تم استخدام الحلول الأخرى أم لا. يضيف: يعد الليزر من العلاجات المثالية؛ إذ تزيل الطبقة الميتة لتحفز نمو خلايا جديدة، ويبرز هذا العلاج كخيار شائع نظراً لدقته؛ حيث يتم توجيه الأشعة إلى المكان المرغوب بإزالة النمش والطبقات الصبغية منه، إلا أن إزالة طبقات البشرة في هذا الإجراء ربما تستوجب استخدام نوعين مختلفين من الليزر هما المقشر وغير المقشر، ويعمل الأول على تبخير الطبقة الخارجية من سطح البشرة وتقديم نتائج سريعة، فيما يتطلب الثاني جلسات عدة لظهور النتائج. أنواع التقشير يشير د.علي إلى أن التقشير يعد من الإجراءات المناسبة لعلاج بقع النمش؛ حيث يتبع طريقة عمل الليزر نفسها من خلال إزالة الطبقة الخارجية في البشرة، ويختلف عنه في استخدام المحاليل الحمضية ذات التدرجات المختلفة للتخلص من خلايا البشرة السطحية، ويبقى اختيار عملية علاج البشرة بالتقشير الكيميائي السطحي بدرجة خفيفة أو عميقة معتمداً بشكل كلي على نصيحة الطبيب المختص، كما ينبغي أن يستخدم مختص متمرس المواد الكيميائية المستخدمة في التقشير، لما تسببه المعالجة الخاطئة من تفاقم خطر التصبغات الجلدية وظهور مشكلة الندوب. وأخيراً: تتمثل العوامل التي تحدد أفضلية الاختيار بين حلول الليزر وجلسات التقشير في نوع الجلد والبشرة؛ إذ تظهر النتائج بوضوح على أصحاب البشرة الداكنة عند اعتماد علاجات التقشير لإزالة النمش، وتكون التدرجات اللونية في أغلب الأحيان، عرضة لمشكلات التصبغ بسبب زيادة نسبة الميلانين في الجلد، لذلك يعمل التقشير الكيميائي على التغلغل في البشرة بشكل أكثر فاعلية ويعالج هذه الآفات اللونية بفضل الخواص الحمضية في المواد المستخدمة، وتتراوح فوائد وعيوب كلا العلاجين بشكل نسبي فيما بينهما. الميلانين يعرف الميلانين بأنه مادة بروتينية صبغية تمتص الضوء، ويقوم الجسم بإفرازها عن طريق الخلايا الصبغية أو الميلانية، وتوجد هذه المادة في جلد الإنسان، وتعمل واقياً وجدار حماية من الأضرار التي يمكن أن تحدث له عند التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، حيث إنها تتسبب في اسمرار الجلد بوضوح، وتتحكم هذه المادة في لون البشرة، حيث إن أصحاب البشرة الداكنة تكون لديهم زيادة إنتاج خلايا الميلانين، أما ذوو البشرة البيضاء، فيكون معدل الخلايا في أجسامهم أقل، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس والنمش وغيرها من المشكلات الجلدية.

مشاركة :