عقب مقتل العشرات من الجنود الأتراك في غارة جوية في إدلب السورية، حيث قررت تركيا فتح حدودها البرية والبحرية مع أوروبا والسماح للمهاجرين واللاجئين بالسفر. استقبلت تركيا 3.7 مليون لاجئ سوري منذ بداية الحرب السورية. ومنذ شهور، يهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإرسال بعضهم إلى أوروبا ما لم تحصل تركيا على مزيد من المساعدة لعملياتها في سوريا. وقال إبراهيم قالين، كبير مستشاري أدروغان، لبي بي سي إن "أزمة اللاجئين تتزايد، الأمر يزداد سوءا". وأضاف قالين "يبدو أن نهج العديد من الدول الأوروبية هو أنه طالما لا يأتون إلينا ولا يأتون إلى مدننا، فإنها ليست مشكلتنا، بل مشكلة شخص آخر".Image caption خليل عاقد العزم على الوصول إلى اليونان تتعرض تركيا لضغوط متزايدة. هناك ما يقرب من مليون شخص عالقون على طول الحدود مع سوريا، وقد نزحوا بسبب القتال الأخير، ولن تسمح لهم تركيا بالدخول إلى أراضيها. اصطحبنا إلى تلك المنطقة الحدودية عبد الله الحسين، رئيس جماعة "الخوذ البيض" للإغاثة في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة. وأخبرنا الحسين أن "الأرض تتقلص وعدد الناس في تزايد. نطلب من المجتمع الدولي، وليس تركيا فقط، فتح الحدود أمام مدنيي إدلب، وإلا ستكون هناك مذبحة. مذبحة كبيرة". بالعودة إلى الساحل، نجد الآلاف من السوريين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة، دون وجود المرافق الأساسية. ويتم استغلالهم كعمالة زراعية رخيصة. يخبرنا البعض أنهم يكسبون أقل من 6 دولارات في اليوم. كلهم يطمحون للهروب إلى أوروبا. تحدث إلينا أحد السوريين، ويُدعى فتحي، قائلا "حاولت أربع مرات، لكن في كل مرة يتم اعتقالي". ويضيف "لم أعد أملك أموالا، لكن إذا حصلت عليها سوف استمر في المحاولة. لقد أنفقت كل شيء. لقد بعت حُليّ زوجتي". والآن تمتلئ القوارب المتجهة إلى الجزر اليونانية باللاجئين السوريين، حيث يبدو أن قوات خفر السواحل التركي تغض الطرف عنهم.Image caption خليل ينتظر كغيره من آلاف اللاجئين فرصة للعبور إلى اليونان ومع سماع الأخبار عن أن قوات حرس الحدود لا تمنع الناس من العبور، بدأ المئات من اللاجئين يتجهون إلى الحدود. وهناك أيضا شبكات من المهربين المستعدة والجاهزة لنقل الناس إلى أوروبا. وبلغ الأمر أن بعض هذه الشبكات تعلن عن نشاطها في التهريب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ووافق أحدهم على أن يتحدث إلينا. وقال "نرسل قاربين أو ثلاثة قوارب في اليوم عندما يكون البحر هادئا"، مضيفا "لا توجد رقابة علينا في الوقت الحالي. وليس هناك أي مخاطرة في عبورنا". قالت الحكومة التركية إنه لم يطرأ أي تغيير على سياستها تجاه اللاجئين، ولكن قد يستمر تدفق المهاجرين من تركيا باتجاه أوروبا إذا استمر الوضع في إدلب في التدهور. عززت اليونان إجراءاتها ونشرت المزيد من دوريات الشرطة عند نقاط التفتيش الحدودية، ولكن الطريق إلى أوروبا في الوقت الحالي يبدو أسهل. خليل مصمم على إعادة المحاولة. ويقول لنا "سأفعل كل شيء مرة أخرى، حتى أخرج". وحين بكت والدته الجالسة إلى جواره، سألتها "أتريدين منه ألا يذهب؟". فردت الأم "ليحاول. إنه لا يستطيع إطعام أطفاله هنا".
مشاركة :