تلوث الهواء سبب رئيسي لحساسية الأطفال

  • 6/7/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت نتائج دراسة بريطانية جديدة أن تلوث الهواء الجوي هو سبب رئيسي في الحساسية التي يعانيها الأطفال، خصوصاً في المدن الكبيرة. وبناء على نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة كولومبيا على 2700 طفل، تبين أن تلوث الهواء الجوي يسبب أولاً ضعفاً في جهاز مناعة الجسم، ومن ثم تظهر الحساسية من المواد الغذائية وصوف الحيوانات وغير ذلك. لفت الباحثون إلى أن 16% من المواليد الجدد لديهم الاستعداد للإصابة بالحساسية التي تتطور إلى مرض. وكان باحثون من معهد كارولينسكا بالسويد، قد اكتشفوا في دراسة سابقة أن تعرض الرضع لتلوث الهواء الناتج عن السيارات يجعلهم عرضة للإصابة بضعف وظائف الرئة حتى سن الثامنة، خاصة الأطفال الذين يعانون حساسية من بعض الأطعمة أو الروائح. وقد أدرك الباحثون منذ زمن طويل أن تلوث الهواء الجوي يضر بالصحة، بل ويتسبب في وفاة الكثيرين، ففي عام 2006 أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن تلوث الهواء يسبب في وفاة ما يقرب من مليوني شخص كل عام. وأوضح البروفيسور جوران برشاجن قائلاً: أثبتت دراسات سابقة أن الأطفال يكونون أكثر حساسية لتلوث الهواء خاصة في مراحل حياتهم الأولى. وأضاف: في هذه الدراسة التي أجريت على عدد كبير من الأطفال بالسويد تبين أن التعرض لتلوث الهواء الناتج عن حركة المرور أثناء الأعوام الأولى من عمر الطفل يرتبط بانخفاض وظائف الرئة عند بلوغ الثامنة، خاصة بين الذكور، والأطفال الذين يعانون الربو والذين يعانون حساسية من بعض المأكولات أو الروائح. وفي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في الدورية الأمريكية لطب الجهاز التنفسي وطب الحالات الحرجة، جمع فريق البحث بيانات عن 1900 طفل، وتمت متابعة حالتهم منذ يوم ميلادهم وحتى بلوغهم الثامنة، حيث تم إرسال قوائم استقبال لآبائهم وإجراء عدة اختبارات أثناء تلك الفترة لقياس وظائف الرئة. كما استعان الباحثون بنموذج رياضي لتقييم تعرض الصغار لتلوث الهواء، وحصلوا على بيانات مقر إقامة هؤلاء الأطفال والعناية اليومية التي يحظون بها وعناوين مدارسهم. ولاحظ الباحثون ضعف وظائف الرئة بين الصغار الذين يعانون حساسية من بعض الأطعمة أو الروائح، كما ظهر أن الصبية يتأثرون أكثر من الفتيات من تلوث الهواء، وظهر التأثير الأكبر في العام الأول من حياة الطفل. وينصح الخبراء بضرورة تنظيف الهواء في المنزل باستخدام مولدات الأوزون، وتهوية الغرف المخصصة للأطفال، واستغلال أي فرصة للخروج إلى الطبيعة بعيداً عن صخب المدينة وهوائها الملوث. وفي السياق نفسه قال باحثون ألمان إنهم وجدوا بعض أقوى الأدلة التي تربط بين التلوث المروري والحساسية لدى الاطفال حتى الآن. وقالوا في دراسة نشرت حديثاً إن مخاطر الإصابة بالربو أو حمى القش (حمى الكلأ) أو الإكزيما أو حساسيات أخرى تزيد بنسبة نحو 50 في المئة بين الأطفال الذين يعيشون على بعد 50 متراً من طريق مزدحم مقارنة بهؤلاء الذين يعيشون أبعد من ألف متر. وكانت بحوث سابقة قد ربطت بين التلوث والإصابة بحساسية، لكن دراسات المتابعة لا تتسم حتى الآن في هذا المجال بالاتساق كما يقول يواخيم هينريك وهو متخصص في دراسات الأوبئة في ميونيخ. وكتب هينريك الذي أشرف على الدراسة في الدورية الأمريكية لطب الجهاز التنفسي وطب الحالات الحرجة قائلاً: وجدنا بثبات وجود صلات قوية بين المسافة إلى أقرب طريق رئيسي والإصابة بالحساسية. وتتبعت الدراسة 3 آلاف من الأطفال الأصحاء من كل أنحاء ميونيخ على مدار ست سنوات منذ الميلاد لتحديد معدلات الإصابة بأعراض تتعلق بالحساسية والتعرض لتلوث مروري. ورسم الباحثون خريطة لكل عنوان سكني والمسافة إلى الطرق المزدحمة، ثم طوروا نموذجاً لحساب التعرض للتلوث عند الميلاد وعند عامين وثلاثة وستة أعوام. واعتبر الطريق الذي يستخدمه أكثر من 10 آلاف سيارة يومياً مزدحماً. وقال هينريك: طورنا نموذجاً لتوقع تركيز تلوث الهواء في نقطة واحدة في منطقة بمدينة كبيرة، وقد سمح هذا للباحثين بمراقبة أكثر من موقع واحد، وكذلك تتبع مجموعة كبيرة من الأطفال عبر فترة طويلة، وهي أمور ربما لم تتعرض لها دراسات أخرى كثيرة من قبل. وأضاف إن الباحثين سيواصلون متابعة هؤلاء الاطفال خلال السنوات القليلة المقبلة لتحديد ما إذا كان الانتقال إلى منطقة أقل تلوثاً يمكن أن يعكس أي مشاكل تتعلق بالتلوث المروري.

مشاركة :