أظهرت نتائج دراسة محلية أن مشي الأطفال المصابين بمتلازمة داون للخلف يطور من حالة التوازن عندهم. والمعروف أن متلازمة داون هي مرض ينجم عن تشوه جيني يسبب تأخراً في النمو البدني والعقلي. ووفقاً للجمعية الوطنية لمتلازمة داون، فإن هذا التشوه واحد من أكثر التشوهات الكروموسومية شيوعاً، وذلك لحدوث حالة من بين كل 800 إلى 1000 طفل. ومقارنة بغيرهم من الأطفال الأسوياء الذين لا يعانون هذه المتلازمة، فإن أطفال متلازمة داون لديهم نسبة توازن أقل من الطبيعي. وقال فريق البحث من طلاب السنة الرابعة بكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، تخصص العلاج الطبيعي، إن هذه الدراسة استهدفت بحث مدى تأثير المشي للخلف في نسبة تحسن التوازن لدى الأطفال الذين يعانون متلازمة داون بعد الحصول على موافقة كل من أولياء أمور الأطفال الذين شاركوا في الدراسة، ومدرسة الوفاء في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز عجمان لتأهيل المعاقين. وقد شارك في البحث 31 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7-10 سنوات، تم تقسيمهم إلى مجموعتين بعد أن قام فريق البحث بقياس التوازن عندهم باستخدام جهاز البايودكس لقياس التوازن. ثم بدأ البرنامج على 16 طفلاً من المجموعة الأولى التي طُلب من أفرادها المشي للخلف، و15 طفلاً من المجموعة الضابطة الذين لم يمشوا للخلف طوال مدة البرنامج على مدار 12 أسبوعاً، بمعدل جلسة كل 15 دقيقة على ثلاث مرات في اليوم. وقد تم تقسيم كل زمن جلسة بحيث كان الأطفال يمشون للخلف أول 6 دقائق ثم يرتاحون لمدة 3 دقائق لإجراء بعض التمارين، ثم 6 دقائق أخرى للمشي للخلف. وقال فريق الباحثين من الطلاب وهم أمل درهم، آيه الغوطي، إبراهيم خالد، جمانة هشام، ميثا الشويهي، في ملخص الدراسة إنهم لاحظوا أن هذا النوع من التمرين أثر وبشكل إيجابي في التوازن لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون، وبما أنه آمن تماماً، فقد اقترحوا على جميع المراكز التي ترعى المصابين بمتلازمة داون أن تدمج تمرين المشي للخلف في البرنامج الرياضي للأطفال. كما اقترح الطلاب الباحثون على المدارس أن يكون نظام المشي للخلف من ضمن حصص الرياضة لما له من فوائد عديدة على قوة العضلات وتطوير التوازن حتى على مستوى الأصحاء. وأشار الباحثون إلى عدد من البحوث التي أجريت على طلاب المدارس وتوصلت إلى نتائج إيجابية وملحوظة بحيث إنها حسنت نسبة التوازن لديهم. وقالوا إن هناك العديد من الأبحاث التي أثبتت كفاءة هذا النوع من التمارين في تحسين التوازن في حالات أخرى مثل الجلطة الدماغية، وتأخر النمو لدى الاطفال.