مع توافد آلاف المهاجرين من تركيا أمضى نحو 13 ألف لاجئ ليلة باردة على الحدود بين تركيا واليونان، فيما أعربت بروكسل عن قلقها البالغ إزاء الوضع معلنة استعدادها لزيادة الدعم لليونان وبلغاريا الحدوديتين مع تركيا. قدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المحتشدين عند الحدود اليونانية التركية بنحو 13 ألفاً وأشارت إلى أن حافلات من مدن تركية ما زالت تنقل أشخاصاً متجهين صوب الحدود. وصل آلاف المهاجرين الإضافيين الأحد (الأول من آذار/ مارس 2020) إلى الحدود اليونانية التركية بهدف محاولة العبور إلى أوروبا في أعقاب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده أمامهم. وكان المهاجرون القادمون من إسطنبول، وبينهم سوريون وعراقيون وأفغان، يعبرون حقولاً سيراً على الأقدام في طوابير طويلة باتجاه معبر بازاركولي الحدودي (أو معبر كاستانييس من الجانب اليوناني)، وبينهم ونساء وأطفال. وتواصل مجموعات صغيرة من المهاجرين التدفق نحو الحدود صباح الأحد، حاملين حقائبهم على ظهورهم أو رؤوسهم. وأعلنت تركيا الجمعة أنها فتحت حدودها مع أوروبا للسماح بعبور المهاجرين الراغبين في الوصول إليها، رغم اتفاق عام 2016 بين أنقرة وبروكسل الذي تعهدت الحكومة التركية بموجبه بمكافحة الهجرة غير الشرعية. وفي هذا السياق أعلنت الأمم المتحدة مساء السبت أن 13 ألف مهاجر يتجمعون على الحدود بين اليونان وتركيا، ووفقاً لمنظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة فقد قضى آلاف الأشخاص ليلة باردة على الحدود التركية اليونانية بعد أن تجمعوا في مجموعات تصل إلى 3000 شخص عند المعابر الحدودية. بدوره أعرب الاتحاد الأوروبي السبت عن "قلقه" إزاء الوضع، معلناً استعداده لتقديم مساعدة إضافية لليونان وبلغاريا الحدوديتين مع تركيا. وفي هذا السياق جاء في تغريدة على تويتر لرئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أن "المفوضية والبرلمان الأوروبي يتابعان عن كثب وبقلق الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع تركيا". وتابعت في تغريدة لاحقة: "أولويتنا القصوى في هذه المرحلة هي ضمان حصول اليونان وبلغاريا على دعمنا الكامل. نحن على استعداد لتقديم دعم إضافي بما في ذلك من خلال وكالة فرونتكس لحماية الحدود الأوروبية". وأطلقت قوات الأمن اليونانية السبت قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع المهاجرين من عبور الحدود. ووقعت اشتباكات بين الطرفين حيث قام المهاجرون برمي الحجارة على القوات اليونانية. وصباح الأحد، شاهد مراسلو فرانس برس مجموعة صغيرة من رجال يرمون الحجارة نحو سيارة شرطة يونانية كانت تقوم بدورية في الجانب الآخر من الحدود. وتريد تركيا من خلال قرار فتح حدودها الضغط للحصول على دعم غربي لها في عملياتها العسكرية بسوريا حيث تكبدت خسائر كبيرة هذا الأسبوع، إذ قُتل 33 عسكرياً تركياً الخميس بضربات جوية نسبتها أنقرة للنظام السوري المدعوم من موسكو. ورداً على ذلك، كثفت أنقرة في الأيام الأخيرة ضرباتها المدفعية وبالطائرات المسيرة ضد مواقع للنظام. وفي هذا السياق كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في تغريدة له على تويتر مساء السبت أن نحو 37 ألف مهاجر غادروا حدود البلاد نحو أوروبا عبر ولاية أدرنة، حيث توجد معابر حدودية مع اليونان وبلغاريا، بيد أن أثينا وضوفيا لم تبلغ عن وصول أعداد كبيرة من المهاجرين. رويترز: عشرات الأشخاص توجهوا في ثلاثة زوارق مع أول ضوء للنهار إلى جزيرة ليبسوس اليونانية في بحر إيجه. وقال شاهد من رويترز إن عشرات الأشخاص في ثلاثة زوارق توجهوا مع أول ضوء للنهار إلى جزيرة ليبسوس اليونانية في بحر إيجه. وإلى الشمال خاضت مجموعات أخرى في النهر للعبور عند كاستانيي على الحدود بين البلدين. وقالت تركيا إنها لن تمنع من الآن فصاعدا مئات الآلاف من المهاجرين على أراضيها من محاولة الوصول إلى أوروبا مما دفع أعداداً منهم على الفور تقريباً للمسارعة إلى الحدود بينها وبين اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي. وقال نائب وزير الدفاع اليوناني لتلفزيون سكاي اليوناني "أمس كانت هناك 9600 محاولة لانتهاك الحدود وتم التعامل معها كلها بنجاح". وقدرت المنظمة الدولية للهجرة عدد المحتشدين عند الحدود اليونانية التركية بنحو 13 ألفاً بحلول مساء أمس السبت لكنها أشارت إلى أن حافلات من مدن تركية ما زالت تنقل أشخاصاً متجهين صوب المنطقة الحدودية. وقالت اليونان إن المحاولات لعبور حدودها منظمة واتهمت تركيا بإرشاد المهاجرين. وأضاف نائب وزير الدفاع "إنهم لا يوقفونهم فحسب، بل أيضا يساعدونهم". وتعتقل الشرطة والجيش من يعبرون لليونان وقال أحد ضباط الجيش "كلهم أفغان.. ليس من بينهم سوريون... هل هؤلاء هم السوريون الذين يتحدث عنهم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان؟" ع.غ/ م.س (رويترز/ آ ف ب)
مشاركة :