وقّعت الهند وبنغلادش اتفاقاً حدودياً تاريخياً السبت من شأنه أن يتيح لعشرات آلاف الأشخاص الذين يقيمون في جيوب على الحدود بين البلدين اختيار جنسية لهم بعد حرمانهم من الهوية الوطنية طوال عقود. ووقّع وزيرا خارجية البلدين بروتوكولاً وتبادلا وسائل إقراره من أجل دخول اتفاق الحدود البرية حيز التنفيذ ، بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يقوم بزيارة إلى دكا ونظيرته شيخة حسينة. وقام رئيسا الحكومة بتدشين خطي حافلتين يربطان دكا بأربع مدن في شرقي الهند ضمن سلسلة اتفاقات من المتوقع ان يوقعها البلدان لتعزيز العلاقات الثنائية بينهما. وطغا الاتفاق من اجل التوصل إلى حل نهائي للحدود التي تمتد على طول 4 آلاف كلم شرقي الهند على الزيارة الأولى لمودي إلى دكا منذ انتخابه في مايو/أيار الماضي. ووافقت بنغلادش على الاتفاق منذ العام 1974، إلا أن البرلمان الهندي لم يقره سوى الشهر الماضي مما مهد الطريق أمام توقيع الاتفاق السبت، بين مودي ونظيرته شيخة حسينة. وبموجب الاتفاق ستتبادل الدولتان أراضي ، بحيث يتم تسليم 111 جيباً إلى بنغلادش و55 إلى الهند. وسيتاح للسكان في الجيوب الاختيار بين العيش في الهند او بنغلادش مع إمكان حصولهم على الجنسية التي يختارونها في الأراضي الجديدة على أن تزول الجيوب. ويقدر عدد السكان في هذه الجيوب ب50 ألف شخص ، وهم يعانون نقصا في الخدمات الأساسية مثل المدارس والعيادات الطبية بسبب عدم ارتباطهم بحكوماتهم. وشبّه مودي الذي استقبلته حسينة في المطار الاتفاق بتفكيك جدار برلين قائلاً إنه لحظة حاسمة في علاقاتنا مع بنغلادش. ورحبت بنغلادش أيضاً بالتوقيع المرتقب وقال وزير خارجيتها ا.ه. محمود علي إنه سيفتح صفحة جديدة في العلاقات. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الهندي س. جيشنكار أن الاتفاق سيساعد على مكافحة تهريب الأشخاص والمخدرات والعملات. وصرح جيشنكار أمام صحفيين ان الجيوب كانت في الماضي مناطق خارجة عن سيطرة أجهزة الأمن. وغالباً ما كان العناصر الذين يهددون الأمن والنظام يستغلونها. وأضاف : وعليه فإن الوضوح والانضباط الناجمين عن ترسيم الحدود بوضوح سيساعدان على جعل الحدود بين البلدين أكثر أمناً. وقال مسؤولون من الجانبين إن زيارة مودي ستؤدي إلى توقيع قرابة 20 اتفاقاً من أجل تعزيز علاقات التجارة والنقل من بينهما اتفاقات حول حركة البضائع عبر الحدود ومشاريع السكك الحديدية. (أ.ف.ب)
مشاركة :