أكد عضو مجلس الشورى رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية بالمجلس الدكتور هادي بن علي اليامي باستضافة الرياض للمنتدى الإنساني الدولي في دورته الثانية كدلالة على اهتمام المملكة بمواصلة وترقية العمل الإنساني على مستوى العالم، والبحث في كيفية وضع السبل التي تؤدي إلى زيادة الاستفادة من الجهود التي تقوم بها جهات عدة، للوصول إلى أعلى درجة من التنسيق الذي يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه، والقضاء على كافة العقبات التي تحول دون وصول الدعم الإغاثي والإنساني، لاسيما في مناطق الكوارث والأزمات. وأضاف اليامي: كذلك يبحث المنتدى عن كيفية ربط العمل الإنساني بمفاهيم التنمية المستدامة، وذلك عبر مساعدة الشرائح المستفيدة من الدعم على إيجاد مصادر دخل خاصة بها، وهذا نوع من الفهم المتقدم الذي يؤدي إلى زيادة قدرة الإنسان للاعتماد على نفسه". وأشار إلى أنه غير بعيد عن ذلك القول بأهمية البحث في كيفية التغلب على الصعاب والمعوقات التي يضعها البعض في طريق القائمين على العمل الإنساني، لأسباب سياسية أو عرقية، وهو ما يتطلب التوصل إلى اتفاق على إبعاد الدعم الإنساني عن كافة مظاهر التسييس وأجندات الصراع، والتصدي لكل من يحاول فعل ذلك، والابتعاد بالعمل الإغاثي عن كل الاعتبارات غير الإنسانية. وبين عضو مجلس الشورى أنه لا يخفى على المتابع أن هناك حاجة ماسة للبحث عن حلول علمية وعملية مبتكرة، وتجاوز الأساليب القديمة في تقديم الدعم، وذلك عطفًا على التغيرات التي تحدث على الواقع بسبب تغير المفاهيم واختلاف نمط المعيشة والحياة، فما كان بالأمس يحتل موضع الصدارة في احتياجات الشرائح المستهدفة قد لا يكون كذلك اليوم، فالاحتياجات تتغير، والأولويات تتبدل، لذلك لا بد من عقد مثل هذه المنتديات التي تسهم في ترقية العمل الإنساني، عبر تبادل الخبرات والتجارب. ودعا الدكتور اليامي المؤتمرين لوضع أسس تضمن التركيز على تفعيل المساهمات في المجال الصحي، نظرًا لكثرة التحديات في هذا المجال، فالكثير من القادرين والمؤهلين للعمل توقفوا بسبب إصابتهم بأمراض لا يملكون القدرة المادية على علاجها، ولا تتوفر في مناطقهم مقومات الرعاية الصحية، وهؤلاء لا يحتاجون إلى دعم متواصل لأن باستطاعتهم كسب قوتهم بأنفسهم إذا امتلكوا ناصية العافية وتمتعوا بالصحة. وأضاف أنه لكل ذلك فإن الرياض - التي تصنفها الأمم المتحدة في طليعة الدول الأكثر تبرعًا في العالم – تواصل القيام بدورها الريادي الذي أهلها لتكون عاصمة العمل الإنساني العالمي، وهي عندما تفعل ذلك فإنها تنطلق من مكانتها الرائدة التي تبوأتها خلال السنوات الماضية، من خلال إسهاماتها العديدة والمقدرة التي تقدمها دون مقابل، ودون اعتبار لأي حسابات، سواء كانت سياسية أو دينية أو مذهبية. وختم عضو مجلس الشورى الدكتور هادي اليامي تصريحه بالقول إن مركز الملك سلمان للإغاثة الذي ولد عملاقًا يثبت في كل يوم اتصاله بمقومات الحياة الإنسانية في العالم، ويواصل سعيه الجاد نحو التفرد، ويقوم على إيصال مملكة الخير للعالم أجمع، دافعه في ذلك خير الإنسانية ورفاهية الإنسان.
مشاركة :