ليفربول... ويبقى حلم التتويج بالـ «بريمير ليغ»

  • 3/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك في أن ليفربول كان يمني النفس في ضرب عصفورين بحجر واحد، التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، من جهة، والمحافظة على سجله خاليا من الهزائم خلال مشواره نحو المنصّة من جهة أخرى. بيد أن واتفورد كان له رأي آخر، إذ أفسد على رجال المدرب الألماني يورغن كلوب، تحقيق هذه «الثنائية»، عندما وجّه لهم ضربة صادمة وأثخن شباكهم بثلاثية نظيفة، في أمسية سوداء على الفريق الأحمر، مفجّراً مفاجأة مدوّية ومحققاً ما عجز عنه «كبار القوم» في الدوري. وبالتالي، أوقف الفريق الأصفر المهدّد بالهبوط، سلسلة 44 مباراة (خلال 422 يوما) من دون ان يتجرّع ليفربول طعم الهزيمة في الـ«بريمير ليغ»، بعد أداء باهر للسنغالي إسماعيلا سار، الذي فرض نفسه نجما للمباراة والجولة على حد سواء، بعدما «خردق» دفاع ليفربول «المهترئ» ودوّن هدفين في شباك الحارس البرازيلي «المهزوز» أليسون بيكر (54 و60)، وأكمل ليلته «السارة» بتمريرة حاسمة الى القائد تروي ديني (72)، ليمنع انفراد الـ«ريدز» بالرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية في الدوري، والذي تجمد عند 18 مباراة مناصفة مع مانشستر سيتي بطل الدوري في الموسمين الماضيين. كما كانت هذه الخسارة الاولى للمتصدر، منذ أن هزمه «سيتي» 1-2 في 3 يناير 2019، بيد ان الفرحة في هذا السقوط المذلّ لليفربول، لم تقتصر على لاعبي واتفورد وجماهيرهم فحسب، بل عمّت أيضاً أرجاء نادي أرسنال، الذي حقق لقب الدوري موسم 2003-2004 من دون خسارة، فضلا عن انه يحمل الرقم القياسي من دون هزيمة في الدوري (49) الذي حققه بين عامي 2003 و2004، ليتنفس «المدفعجية» الصعداء بعدما ضمن أن إنجازه سيعمّر موسماً إضافياً. ولا يختلف اثنان على أن ليفربول كان يستحق أن يحقق رقماً قياسياً جديداً والظفر باللقب بسجل أبيض بناء على الأداء المبهر الذي قدمه قبل العطلة الشتوية التي طبقت للمرة الأولى في إنكلترا، إلّا أن عطاء اللاعبين تراجع بشكل ملحوظ كلّفت بطل أوروبا الخسارة بهدف نظيف أمام مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني في ذهاب ثُمن نهائي دوري الأبطال، ثم حوّل تأخره 1-2 أمام وست هام في الدوري الى فوز شاق 3-2، مما يعني أن فترة التوقف انعكست سلبا على اللاعبين بدلا من أن تسهم في تجديد الطاقة. لقد عانى ليفربول كثيراً من غياب القائد جوردان هندرسون المصاب، أحد أهم عناصر الفريق بعدما ظهر بمستوى مميز في الموسم الراهن، وهو مرشّح لجائزة أفضل لاعب في الدوري، حيث بان أثر ذلك واضحاً في المباريات التي غاب عنها، من خلال مساهمته في المساعدة في الشق الدفاعي وافتكاك الكرات، فضلا عن غياب المدافع جو غوميز، والذي كان مؤثراً جداً امام واتفورد. ولا بد أن نصوّب سهام النقد باتجاه خط الدفاع الهزيل، الذي ارتكب أخطاء ساذجة لم يعتدها هذا الموسم، حيث بدا المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، «شبحاً» له وفاقدا التركيز الذهني لدرجة ان هدفين من الأهداف الثلاثة، جاءا من رميتين جانبيتين، وعن ذلك قال: «رميتان جانبيتان، يجب أن ننظر إلى ذلك، لا يوجد سبب للذعر، لا نريد أن يتلقى مرمانا أهدافا، سننظر في الأمر لكن لا داعي للذعر». كما أن الظهيرين المتألقين ترينت - ألكسندر أرنولد (صنع 14 تمريرة حاسمة هذا الموسم) والأسكتلندي أندري وروبرتسون (7 تمريرات حاسمة)، ارتكبا الكثير من الأخطاء في التمرير أو التمركز أو التغطية، مما يؤكد أنهما يعانيان من الإرهاق بسبب ضغط المباريات. أما الثلاثي «الناري» المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمنو والسنغالي ساديو ماني، فحدّث ولا حرج!. وبعد هذه «السقطة»، سيكون الفريق الأحمر مطالباً بإظهار ردة فعل قوية أمام مضيفه تشلسي في الدور الخامس من كأس إنكلترا، غداً، ثم ضد ضيفه بورنموث في الدوري، السبت، وأن يثبت أن هذه الخسارة كانت مجرد كبوة عابرة.الآن، وبعدما تبخّر أمل ليفربول بإنهاء الموسم من دون خسارة، يبقى الحلم الوردي هو التتويج بلقب عزّ عليه كثيراً.

مشاركة :