يستحق رئيس الهلال المكلف محمد الحميداني لقب كأس خادم الحرمين الشريفين عندما نجح في الفترة المؤقتة التي رأس فيها النادي إعادة الفريق لوضعه الطبيعي، واستطاع أن يحقق الإنجاز الأغلى هذا الموسم خلاف تأهله إلى دور الثمانية في دوري أبطال آسيا، ولعل سقوط الفرح الذي تعرض له الحميداني أثناء احتفاله هدف المدافع محمد جحفلي في وقت قاتل أعاد الأمل بعد أن كاد الهلال أن يفقد اللقب. وتدارك الإداري فهد المفرج الرئيس الموقت بعد سقوطه ليعتلي الأخير في منصات التتويج في المنافسات المحلية السعودية، وينضم لقائمة الروساء الذهبيين الذين حققوا الألقاب والإنجازات، ولم يغادر موقعه إلا ببطولة استحقها الحميداني باقتدار. على الطرف الآخر لم يكن أكثر المتفائلين في الهلال يتوقعون أن تنتهي المباراة بالسيناريو الذي آلت إليه إذ غادرت أعداد كبيرة من الجماهير الرزقاء المدرجات بعد أن تبقت دقيقة واحدة على نهاية زمن الشوط الإضافي الثاني، ولم تكن هناك أي مؤشرات توحي أن الهلال ربما يعود خصوصا بعد إصابة البرازيلي نيفيز، ولكن المدافع محمد جحفلي استطاع بقتالية من الدخول وسط مدافعي النصر وتسجيل هدف التعادل؛ ليعيد الجماهير التي غادرت إلى مدرجات ملعب المباراة، واحتفلت أعداد كبيرة منها من دون أن يرون الهدف وآخرون تواجدوا في موقف السيارات أعادهم هذا الهدف مجددا للمدرجات، ومشاهدة ركلات الترجيح حتى نجح الحارس خالد شراحيلي في التصدي للركلة الأخيرة؛ ليشعل قناديل الفرح في المدرجات الهلالية، ويقود "الزعيم" إلى الإنجاز السابع في كأس خادم الحرمين بعد غياب طويل.أثبت أنه الرقم الصعب في تشكيلة الهلال تميز الشلهوب من يوم إلى آخر يثبت لاعب وسط الهلال محمد الشلهوب بأنه الرقم الصعب في الفريق الأزرق، وأنه واحد من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم السعودية، فقد كان في المباراة النهائية لمسابقة كأس خادم الحرمين الورقة الرابحة بعد نزوله في وقت صعب جدا خصوصا وفريقه كان يعاني ظروفا صعبة أثناء المباراة بعد مغادرة مدافعه البرازيلي وأحد أهم لاعبيه في الفترة الأخيرة روديرغو ديجاو مصابا مطلع الشوط الثاني، ثم إصابة مواطنه نيفيز بشد عضلي تحامل عليه بعد استنفاذ جميع التغيرات خلاف أن لاعب الوسط نواف العابد لم يكن في يومه في مباراة الكأس وعلى الرغم من ذلك شارك الشلهوب وأشعل الجهة اليسرى، ونفذ الكرة الأخيرة من ركلة ركنية باقتدار ساهمت في تحقيق هدف التعادل الذي أعاد الفريق للواجهة. شراحيلي وشيعان يجسدان الروح الرياضية في لقاء القمة وصدقت المقولة التي توكد أن الدهن في العتاقي، والدهن هذه المرة في الشلهوب الذي استطاع أن يلعب دورا في بطولة استحق معها تكريم زملائه في الفريق سعود كريري وياسر القحطاني باستلام كأس البطولة من يد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. وفي خضم الإثارة شهدت منصة استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية مواقف متباينة من أنصار النصر والهلال خصوصا بعد تسجيل الفريقين لهدفي المباراة في الأوقات الإضافية، فبعد تسجيل المهاجم محمد السهلاوي الهدف الأول اتجهت بعض الجماهير الصفراء معلنة التحدي والاستفزاز لبعض الجماهير الرزقاء الحاضرة التي جاءتها الفرصة على طبق من ذهب بعد تسجيل محمد جحفلي هدف التعادل في الوقت القاتل وترد على الاستفزازات النصراوية بالتأكيد على أن "الزعيم" فريق صعب ولن يخسر. وعم الهدوء والخوف والقلق أرجاء المنصة عندما احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح ليتنفس الهلاليون الصعداء بتصدي الحارس خالد شراحيلي لركلة الترجيح الأخيرة من قدم لاعب الوسط شائع شراحيلي؛ ليتحول مدرج "الزعيم" إلى مظاهر من الفرح، فيما غادر الجمهور النصراوي مواقعهم فورا، ولم يسلموا من الجماهير الهلالية التي رددت الأهازيج، وأكدت لهم أن فريقها لن يقف في طريقه النصر وغيره. من جهة ثانية قدم الحارسان خالد شراحيلي في الهلال وحسين شيعان في النصر بادرة تستحق التصفيق عندما بادرا بالاتجاه صوب بعضهما قبل بدء التسخين لانطلاق المباراة للسلام وتحفيز بعضهما، ولاقت هذه البادرة تصفيق مدرج الفريقين، وبخلاف هذه البادرة الرائعة كانت الروح الرياضية العالية حاضرة في ملعب المباراة من جميع لاعبي الفريقين، ولم تسجل أي حالة غير أخلاقية أثناء سير مجريات اللقاء خصوصا وأن التركيز من جميع اللاعبين كان حاضرا في أرضية الملعب بهدف تقديم مباراة كبيرة، والحرص على تحقيق الانتصار ولقب البطولة أكثر من أي أمور أخرى لا تقدم ولا تؤخر، حتى التصرفات التي بدرت من بعض اللاعبين تمثلهما شخصيا ولا يمكن أن تؤثر على تلك الروح التي تجلت بوضوح في المباراة، وافتتحها شراحيلي وشيعان قبل انطلاق صافرة البداية.
مشاركة :