عندما تكون في أسوأ أوقاتك، عندما ينقطع عنك الإلهام، ستصدم من حقيقة أنك مازلت قادرًا على الإبداع. الأمر أشبه بعطسة، بإمكان الفكرة أن تظهر فجأة في رأسك في أي مكان؛ ولأننا كتّاب، علينا أن نقحم بعض التدخلات في شعلة العملية الإبداعية. إن اضطررت إلى تسجيل مقطع صوتي لك وأنت تجمع أفكارك لأنك بعيد ولا تستطيع تدوينها وتخشى ضياعها، فافعل. وتذكر أن هنالك أزمنة معينة، يكون فيها الوقت الشخصي مخيفًا. الخروج لتناول وجبة عشاء، العطلات، (بإمكاننا تحويلها إلى عطلة عمل، ولكن إلى حد معقول؛ لا تقض ساعات طويلة كل يوم وأنت تعمل في عطلتك!)، مارس الرياضة، وتعلّم أن تتوقف عن فعل كل شيء. ودون وعي منك، مهما كانت القصة التي تدور في عقلك، فهذا سيجعلها تصبح أكثر وضوحًا لتتمكن من كتابتها. عندما تكتب، اجعل وقت الكتابة ثمينًا. عامله على أنه مشروع إبداعي. لا تجعل أحدًا يقاطعك، لا تتصفح الانترنت، لا تترك أمامك أي مشتت لانتباهك. وتذكر دائمًا أن تأخذ استراحة لمدة 10 دقائق بين كل ثلاث ساعات أو أربع. هذا سيساعدك على تنشيط عقلك وفتح أبواب جديدة وحلول جديدة. إن فعلت هذا، ستكون قادرًا على التواجد في حياتك الشخصية، وعلى الاستمتاع بوقت عملك ككاتب. يقول همنغواي بوضوح: "لا يوجد شيء آخر في الكتابة. كل ما تفعله هو أن تجلس إلى الآلة الكاتبة وتبدأ بالنزيف". وأظن أن همنغواي على حق. نحن ننزف إبداعًا. إنه عنصر مشترك لدى جميع الفنانين، ولكنك تحتاج بين الفينة والأخرى إلى انتقال حي يأخذك بعيدًا عن لوحة المفاتيح. خذ استراحة، تواصل مع البشر، الحيوانات، والعالم الخارجي. اجعل كل هذا يستحق العناء وعد نشيطًا وجاهزًا "للنزيف" مرة أخرى من أجل الكتابة تلك المهنة المختارة، الجميلة، والمغرية أيضاً.
مشاركة :