إسلام آباد أول مارس 2020 (شينخوا) رحب مسؤولون وخبراء باكستانيون باتفاق السلام الذي تم توقيعه بين طالبان الافغانية والولايات المتحدة، ولكن البعض عبروا عن الحذر بشأن عملية السلام المستقبلية في أفغانستان. وقع الزعيم السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادار والممثل الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، اتفاق السلام يوم السبت في الدوحة بقطر. وبموجب الاتفاق، ستسحب الولايات المتحدة وحلف الناتو قواتهما بالكامل من أفغانستان خلال 14 شهرا، في حين لن تسمح طالبان لأي أحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي بلد آخر، وتبدأ طالبان الحوار بين الأفغان لتشكيل حكومة وطنية جديدة في البلاد. ورحب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يوم السبت بالاتفاق، قائلا "إنه بداية لعملية سلام ومصالحة لإنهاء عقود من الحرب ومعاناة الشعب الأفغاني". وفي الوقت نفسه، أعرب محللون باكستانيون عن تقديرهم لجهود جميع المهتمين بهذا الشأن للتوصل إلى حل يحقق السلام في أفغانستان، البلد الذي ظل يعاني من الحرب والصراعات والاضطرابات منذ عقود. قال المحلل الدفاعي والسياسي حارس نواز، وهو جنرال متقاعد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاتفاق يمكن أن يوفر فرصة جيدة لطالبان وأصحاب المصلحة الآخرين في أفغانستان والولايات المتحدة لمتابعة الاتفاق لاستعادة الحياة الطبيعية والسلام. وقال أيضا "أكثر من هذا الاتفاق، أريد من طالبان الأفغانية وكذلك المسئولين الأمريكيين، ضمان تنفيذ الاتفاق بمسؤولية وحكمة. لم يتم تحقيق شيء بعد. إنها المرحلة الأولى ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لحل هذه القضية بشكل صحيح". رغم هذا، أعرب سعيد شودري، مدير مجلس إسلام آباد للشؤون الدولية، عن تحفظات بشأن الفترة القصيرة لانسحاب القوات والبالغة 14 شهرا، معربا عن خشيته من أن الولايات المتحدة تريد المغادرة على عجل من هذا البلد غير المستقر، من أجل مصالحها الخاصة. وقال تشودري "هذا الاتفاق تم فقط بين الولايات المتحدة وطالبان. وهناك العديد من أصحاب المصلحة الآخرين الذين سيشعرون بالقمع والتجاهل لأن الاتفاق أعطى اليد العليا لحركة طالبان التي تسيطر على جزء كبير من الأراضي الأفغانية". ويعتقد تشودري أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد سحب القوات بسرعة كجزء من حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2020، قائلا إن ترامب في عجلة من أمره لتحقيق الوعد الذي قطعه قبل الانتخابات في عام 2016 حيث تعهد بإنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة القوات إلى البلاد. وفي وقت سابق من يوم السبت في الدوحة، أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي مجددا، موقف باكستان من انسحاب مسؤول للقوات الامريكية من افغانستان بعد اتفاق السلام. كما يشعر محلل دفاعي آخر، هو الجنرال المتقاعد أمجد شعيب، بأن مغادرة أفغانستان بعد توقيع اتفاق مع مجموعة واحدة تقاتلها القوات الأمريكية، دون إبراز أي خريطة طريق قوية، قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر. وقال شعيب "هناك عدة فصائل من طالبان ليست جزءا من الاتفاق، وعارضته أيضا. وشهدنا أيضا وجودا قويا لتنظيم (الدولة الإسلامية - داعش) لا يمكن للقوات الحكومية الأفغانية التعامل معه بمفردها"، معربا عن خشيته من أن تحدث جولة أخرى من الصراعات داخل أفغانستان بين طالبان والفصائل الأخرى، وداعش، وأمراء الحرب المحليين، والقوات الأفغانية بمجرد انسحاب القوات الأمريكية في مثل هذا الوقت القصير.
مشاركة :