القاهرة أول مارس 2020 (شينخوا) أعرب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة ((الأهرام))، أكبر مؤسسة صحفية في مصر، عن ثقته في قدرة الصين على احتواء أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، داعيا إلى التكاتف مع الصين في مواجهة هذه الأزمة. وقال سلامة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "كورونا فيروس وبائي عالمي، لا يخص دولة بعينها، بدليل أنه موجود في الكثير من دول العالم". وأضاف أن "أول ظهور للفيروس كان في الصين، لكن ذلك لا يعني أنه فيروس صيني، فهو مثله مثل أي نوع من الفيروسات التي ظهرت حديثا". وتابع أن "هناك من يبالغ بشدة في مثل هذه المواقف (الخاصة بانتشار الفيروس في الصين) لأسباب خاصة من أجل ضرب الاقتصاد الصيني". ودعا إلى كشف هذه المبالغات، قائلا "لابد من فضح هذه الممارسات"، خاصة أن نسبة الإصابات وحالات الوفاة بسبب الفيروس في دولة كالصين يبلغ عدد سكانها نحو مليار و 400 مليون نسمة "ضئيلة جدا". وبلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد في البر الرئيسي الصيني 79824 شخصاً حتى أمس السبت، بما فيهم 35329 مريضا مازالوا يتلقوا العلاج، و41625 مريضا غادروا المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء، و2870 شخصاً توفوا جراء الوباء، حسب لجنة الصحة الوطنية الصينية. واستطرد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، "لدي ثقة في قدرة الصين على احتواء هذه الأزمة، بدليل تراجع معدل الإصابات والوفيات"، وهو أمر يعتبر "مؤشرا إيجابيا". وأوضح أن حالة الوفاة جراء فيروس مثل الأنفلونزا أو أمراض مثل السرطان وغيرها أعلى كثيرا من نظيرتها جراء فيروس كورونا المستجد. وأشار إلى أن نسبة التعافي من الإصابة بكورونا "مرتفعة"، ما يعني أن خطورة هذا الفيروس محدودة. ورأى أن "الصين تعاملت مع هذا الملف بشفافية واهتمام.. وأفصحت عن الأزمة، وهذا يحسب لها وليس عليها، وأدى إلى انحسار الفيروس". وتابع "ادعو العالم كله للتكاتف مع الصين لسببين، الأول: أن الصين دولة صديقة، ودولة مهمة، فهي من القوى الكبرى في العالم، وثانيا: التكاتف مع الصين في هذه الأزمة سيؤدي إلى الإسراع في كشف علاج لهذا الفيروس". وزاد "لدينا أمل كبير جدا في أن تكون هناك فرصة لاكتشاف علاج لمواجهة الفيروس". وتوقع أن ينحسر هذا الفيروس في الصين والعالم مع قدوم فصل الصيف، مشيرا إلى أنه "ليس أول وباء يجتاح العالم". وعن العلاقات الصينية المصرية، قال سلامة إن "الصين دولة صديقة، وعلاقاتها مع مصر ممتدة منذ آلاف السنين منذ طريق الحرير (القديم)". واعتبر أن مواقف الصين تجاه مصر والعرب "متميزة طوال الوقت"، مشيرا إلى أن بكين "لم تحيد عن دعم القضايا العربية العادلة على الإطلاق، ولم تناور، خلافا لدول كثيرة تناور من أجل مصالحها وحساباتها الخاصة". وشدد على أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية "مهمة جدا"، لافتا إلى أن الصين ومصر دخلتا في "شراكة مهمة في مجالات كثيرة" في إطار هذه المبادرة. وأكد أن "مصر حريصة على استمرار هذه العلاقة". واستبعد أي تأثير لتفشي فيروس كورونا المستجد على المشروعات التي تنفذها الشركات الصينية في مصر. وتنفذ الشركات الصينية عدة مشروعات في مصر، في مجالات التشييد والكهرباء والطاقة والنقل وغيرها. ومن أبرز هذه المشروعات منطقة "الأعمال المركزية" التي تنفذها الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) في العاصمة الإدارية الجديدة. وتضم هذه المنطقة 20 برجا، من بينها البرج الأيقوني، الذي يعد أعلى برج فى أفريقيا، بارتفاع نحو 385 مترا، وتقدر استثمارات هذا المشروع بنحو ثلاثة مليارات دولار.
مشاركة :