القاهرة أول مارس 2020 (شينخوا) أضاءت مصر، مساء اليوم (الأحد)، ثلاثة من أشهر معالمها الأثرية بألوان علم الصين، تضامنا مع الأخيرة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم إضاءة قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومجمع معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، ومعبد فيلة في أسوان جنوبا، بألوان علم الصين. وأضاف وزيري، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذه المقاصد الأثرية هي الأهم والأكثر شهرة في مصر، وتم اختيارها تحديدا لإضاءتها بألوان علم الصين بحيث يكون هناك تنوع. وأشار إلى أن قلعة صلاح الدين هي أهم أثر إسلامي في مصر، ومجمع معابد الكرنك من أكبر المعابد المصرية على الإطلاق، بينما بني معبد فيلة في العصر اليوناني الروماني. وأوضح أن إضاءة هذه المعالم الأثرية يأتي بهدف "التضامن مع الجانب الصيني"، وفي إطار "العلاقات الطيبة" بين البلدين. وعبر عن ثقته الكبيرة جدا في قدرة الصين على التغلب على فيروس كورونا اللعين، مشيرا إلى أن "مصر، قلبا وقالبا، مع الصين". وردد مجموعة من المرشدين السياحيين بصوت موحد أمام القلعة، التي اكتست باللون الأحمر، قائلين "إن مصر والصين شريكان عريقان وأصدقاء أعزاء". وأضاف مرشدي اللغة الصينية، "نحن جميعا مع الصين.. الصين ستنتصر" على فيروس كورونا. بدوره، أوضح الدكتور مصطفى الصغير مدير آثار الكرنك بمحافظة الأقصر أنه تم إضاءة واجهة مجمع معابد الكرنك بعلم الصين، تضامنا معها بعد انتشار فيروس كورونا، وبالتزامن مع سفر وزيرة الصحة المصرية إلى بكين لمؤازرة الشعب الصيني. وتوجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد مساء اليوم إلى بكين حاملة "رسالة تضامن" مع الشعب الصيني في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وأكد الصغير لـ ((شينخوا))، أن "الترابط المصري الصيني ليس غريبا عن الكرنك، الذي يشهد أول بعثة أثرية صينية تعمل في مصر في معبد مونتو بالكرنك". وأشار إلى أن أعضاء هذه البعثة الصينية تواجدوا أثناء إضاءة واجهة مجمع معابد الكرنك. من جهته، رأى محمد صلاح (43 عاما)، وهو صاحب بازار بمنطقه آثار الكرنك، أن "أقل شئ تفعله مصر أن تعلن تعاطفها مع الصين في أزمة فيروس كورونا القاتل، من خلال رفع علم الصين على معابدها التاريخية". وقال إن "السياحة الصينية هي الوحيدة التي وقفت معنا في أزمتنا عقب أحداث 25 يناير 2011.. حيث جاء السياح الصينيون إلينا.. وهو ما ساعدنا علي فتح بازاراتنا مرة أخرى". وأضاف أن السائح الصيني يقدر الحضارة المصرية القديمة، ويحرص بعد زيارة المعابد علي شراء القطع الأثرية المستنسخة وورق البردي وغيرها من البازارات. واعتبر أن إضاءة واجهة مجمع معابد الكرنك بعلم الصين "نوع من رد الجميل" للصين، التي قال إنه يثق في أنها ستتوصل لحل جذري لأزمة كورونا التي كادت أن تضرب السياحة في مصر. أما محافظ الأقصر مصطفي ألهم فقد اعتبر قرار إضاءة أهم المواقع الأثرية في مصر بعلم الصين "نوعا من التعاطف مع شعب الصين العظيم.. ورسالة قوية بأن مصر والمصريين لن ينسوا مواقف الصين الداعمة لهم". وأكد ألهم لـ((شينخوا))، أن "مصر، شعبا وحكومة، تقدر دولة الصين، لما يربط بينهما من علاقات تاريخية وتشابه في الحضارات القديمة والعادات والتقاليد". وأشار إلى أن "محافظة الأقصر فقدت ما يقرب من 70 % من السياح منذ الإعلان عن فيرس كورونا". وعبر عن أمله في احتواء أزمة فيروس كورونا سريعا، مشددا على أن "الصين قادرة على ذلك". في حين رأى سعدالله سيد أحمد صاحب كافيتريا في معبد فيلة بأسوان، أن إضاءة واجهات المعالم الأثرية الثلاثة بعلم الصين "لفتة جيدة تدل على علاقات الصداقة بين البلدين". واعتبر أن هذا القرار "تضامن إيجابي مع الصين"، مضيفا "كلنا كشعب مصري متضامنون مع الشعب الصيني في هذه الأزمة". أما حاتم الصغير نائب رئيس مجلس إدارة شركة الصوت والضوء، فقد أكد أن إضاءة المعالم الأثرية الثلاثة بعلم الصين "أقل ما يقدم للسياحة الصينية التي أعطت لمصر الكثير". وأضاف "أننا ننسق الآن مع غرف شركات السياحة لنتخذ موقفا داعما للصين، من خلال طباعة علم الصين على وسائل النقل الخاصة بشركات السياحة".
مشاركة :