إيمان خطيب.. تتحدى العنصرية الإسرائيلية وتسعى لدخول الكنيست كأول محجبة

  • 3/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في حديث خاص مع الأناضول في منزلها ببلدة يافة الناصرة (شمال) رأت خطيب أن وصولها إلى البرلمان الإسرائيلي في الانتخابات، اليوم الإثني،ن يبدو ممكنا ولكنه يمثل تحديا. وتخوض خطيب الانتخابات ضمن القائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية بينها الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي التي تنتمي لها. وللقائمة المشتركة حاليا 13 مقعدا بالكنيست ولكن تشير استطلاعات الرأي العام إلى إمكانية فوزها بـ 14 مقعدا، لذلك فإن النواب العرب يعتقدون أنهم سيحصلون على 15-16 مقعدا بالكنيست المكون من 120 مقعدا. وخطيب هي الرقم 15 في لائحة مرشحي القائمة المشتركة وتعتقد أن وصولها، كمحجبة، إلى مقاعد الكنيست يحمل رسالة. وقالت خطيب "كامرأة ملتزمة محجبة، فإن الذي دفعني إلى هذا الموقف هي رسالة اجتماعية سياسية قومية عقائدية". وأضافت "اعتقد أن هذا ليس فقط رسالة وواجب وإنما هي أمانة على كل إنسان قادر على التغيير من أجل مصلحة شعبه ومجتمعه ومن أجل حياة كريمة أفضل لأولاده ولبناته. ومن المفترض أن يقوم بدوره في هذا المجال". وللقائمة العربية بالكنيست 3 نساء ليس بينهن محجبة. وخاضت خطيب الانتخابات التي جرت في إبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول الماضيين ولكن لم يحالفها الحظ بالوصول إلى مقاعد الكنيست. وقالت "في المرة الأولى في إبريل/نيسان خضت الانتخابات دون توقع بدخول البرلمان، لقد خضتها لفتح الباب أمام أخواتي المحجبات داخل الحركة الإسلامية، وفي انتخابات سبتمبر/أيلول كانت هناك صيرورة لفتح هذا الباب على مصراعيه وهذه المرة أنا أؤمن إيمانا كاملا بأن الأرضية باتت جاهزة". وأضافت "اعتقد أننا بقوة ووعي شعبنا وإرادته ماضون نحو تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، وذلك بأن نكون قوة عددية إضافة إلى قوتنا النوعية في البرلمان، وأيضا قوة نسائية فهذه المرة نحن نأمل ونسأل الله أن يتحقق الأمل بأن تكون لنا 4 نساء بالبرلمان". وترى خطيب أن وصولها إلى عضوية البرلمان يفتح الطريق أمام النساء، بما في ذلك المحجبات، لمراكز صنع القرار. وقالت "أحد الأسباب الأساسية الرئيسية التي دفعتني إلى هذا الأمر هو كوني محجبة ، فرغم كل المؤهلات التعليمية والعملية التي اتمتع بها ورغم وجودي بالحيز العام في عدد من المواقع، ولكن كانت هناك دائما صعوبات وتحديات أواجهها بسبب حجابي". وأضافت مفسرة "دائما كان علي أن أثبت نفسي عشرات المرات من أجل أن يعرفوا ان هذه المرأة المحجبة قادرة على حمل المسؤولية.. أنا قادمة من أجل هذا الهدف". وتابعت خطيب "في آخر سنة للتعليم لي بمدرسة القيادة التربوية بالقدس، فإن مشروعي الأساسي كان النساء الملتزمات ودورهن القيادي بالحيز السياسي المحلي والقطري ". وتمثل النساء المحجبات نسبة عالية في الداخل الفلسطيني. وقالت خطيب "أريد أن أثبت أن وجود امرأة محجبة في أماكن صنع القرار هو أمر طبيعي، لأننا كنساء ملتزمات موجودات في كل الأماكن والدوائر، نعم نحن ما زلنا مغيبات في دوائر التأثير وصنع القرار والسياسية وأنا هنا أقصد رئاسة مجالس محلية وعضوات برلمان". وأضافت "اعتقد أننا مغيبات ولكن تقع أيضا علينا مسؤولية أن نبادر أكثر لأن نكون في هذا الحيز وعلينا كنساء مسؤولية أن ندعم نساءنا اللاتي يصلن إلى هذا الحيز وأن يأخذن دورهن ونحن نساء قادرات". وغالبا ما ينظر الإسرائيليون إلى الفلسطينيين بشكل عام والملتزمين بالزي الشرعي الإسلامي نظرة المتهم. خطيب نفسها مرت بمواقف وتقول "كنت أذهب الى الكنيست كضيفة ولكن عمليات التفتيش كانت أكثر من اللازم لي كامرأة محجبة، دائما كان هناك تأخير لي حتى لو كان بحوزتي تصريح للدخول الى البرلمان". وأضافت "خلال تعليمي بالقدس بدءا من العام 2014، واجهت أكثر من 10 مرات في غضون عامين مواقف مهينة بكل معنى الكلمة فقط بسبب ارتدائي الحجاب". وتابعت "قبل يومين كنت في لقاء انتخابي مع طلاب ثانوية من خلال إطار رسمي وتواجد ممثلون من عدة أحزاب، كنت أنا أمثل القائمة المشتركة واتحدث باعتباري أحمل هموم الناس فسمعني مرشح من حزب أزرق أبيض (وسطي)، ولم يفهم ما كنت أقول بالعربية ولكن لمجرد مشاهدته التصفيق من الحاضرين، بدأ بمهاجمتي والقول إنني متطرفة ومتشددة". ويسود الاعتقاد بأن أعدادا متزايدة من المواطنين العرب في إسرائيل سيشاركون بالانتخابات، الإثنين، في محاولة لإسقاط صفقة القرن الأمريكية المزعومة. وتقول خطيب "ألخص صفقة القرن بأنها تصفية للقضية الفلسطينية وبداية ترحيل فلسطينيي الداخل ومحاولة لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا ..هذه النقاط يجب أن تستنفر كل شخص حر عربي أصيل للخروج إلى صناديق الاقتراع وأن يقول صوتي هو لمن يحمل همي". وأضافت "نحن نعيش في دولة تهمشنا وتحيدنا وتقصينا وفي السنوات الأخيرة باتت تميز ضدنا بطريقة عنصرية بشعة". وتابعت خطيب "نحن مواطني الداخل السكان الأصليين لهذه البلاد وسنبقى هنا نعم نحن نحمل الجنسية الإسرائيلية ولكن هويتنا القومية هي فلسطينية وسنبقى في هذه الأرض فهذه أرض الآباء والأجداد، نحن نريد أن نعيش بسلام ونريد أن تتوفر لنا ولأبنائنا الإمكانيات للتعلم والعمل". لا تخفي خطيب بأن تحقيقها لطموحها بعضوية الكنيست هو بمثابة تحدي ولكنها تشير إلى أن حياتها مليئة بالتحديات بما في ذلك انتصارها على مرض السرطان. وقالت "بطبيعتي في كل المراحل في حياتي فإن كل ما وصلت له كان بتحدي، فبسبب الوضع الاقتصادي الصعب لعائلتي التحقت بالجامعة بعد 4 سنوات من إنهائي الثانوية العامة وبحمد الله تخرجت من الجامعة، كما أن الأطباء قالوا لي أن لا أمل لي بأن يكون لي أولاد والحمد الله بإيماننا برب العالمين أنا اليوم عندي 3 شباب وصبية". وأضافت" التحدي الأكبر في حياتي كان عام 2010 عندما اكتشفت بطريق الصدفة أنني مريضة بالسرطان وبحمد الله فقد خضعت لعملية جراحية وللعلاج الكيماوي وخلال سنة أصبحت خارج دائرة المرض". وترى خطيب أن على المواطنين العرب تعزيز تواجدهم بالكنيست. وقالت "يجب أن نكون قوة عددية كافية قادرة على تحمل الهم وهمنا كبير ويجب أن نصل إلى كل المواقع وللأسف فإن عددنا القليل في البرلمان لا يمكننا في الكثير من المرات أن نواجه القضايا وأن نضغط من أجل قضايا تهم شعبنا". وأضافت خطيب "نحن نذهب إلى البرلمان من أجل انتزاع حقوقنا وليس من أجل المنصب". والانتخابات التي تجري اليوم الإثنين، هي الثالثة في غضون أقل من عام، بعد أخرى أجريت في أبريل/ نيسان، وسبتمبر/ أيلول 2019.  الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :