مجلس الأمن يدعو في اجتماع طارئ إلى الاحترام التام لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

  • 6/7/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دعا مجلس الأمن أمس إلى الاحترام التام لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد أن دارت اشتباكات لفترة مقتضبة، وهو ما دفع المجموعة الدولية إلى التعبير عن مخاوفها وقلقها من عودة التوتر. ADVERTISING ودعت الأمم المتحدة أمس جميع الأطراف إلى الاحترام التام لوقف إطلاق النار، كما نصت عليه اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في فبراير (شباط) بعد تزايد حدة المعارك، إذ قال جيفري فلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، خلال اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي أمس، إنه «يجب احترام وقف إطلاق النار بصورة تامة وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين». ميدانيا، تواصلت المعارك، لكن كثافتها تراجعت كثيرا، مقارنة مع الأربعاء الذي شهد هجوما داميا شنه الانفصاليون الموالون لروسيا، كما تقول كييف، على قرية ماريينكا التي تبعد عشرين كيلومترا عن دونيتسك. وقد طلبت أوكرانيا مناقشة موضوع هذا الهجوم، والتوتر الأخير خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، كما أكد يوري سرغييف، مندوب كييف لدى الأمم المتحدة، على موقعه في «تويتر». وقال ألكسندر هيج، نائب رئيس بعثة المراقبة الخاصة بأوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خلال الاجتماع العاجل لمجلس الأمن الدولي، إن الوضع الأمني في شرق أوكرانيا تدهور خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لا يزال طرفا الصراع يعرضان حياة المدنيين للخطر عن طريق نشر قوات عسكرية في المناطق السكنية. وقال هيج أمام المجلس الذي يضم 15 دولة: «اليوم أبلغكم بتدهور شديد في الوضع الأمني بشرق أوكرانيا.. فالعنف في بلدة ماريينكا وفي محيطها ينطوي على تطور جديد يبعث على القلق في الصراع بشرق أوكرانيا». وأضاف أن «المدنيين لا يزالون يدفعون ثمنا غير مقبول في هذا الصراع. إنهم يقتلون ويصابون لأن الطرفين لا يزالان يقيمان المواقع العسكرية وسط البنية الأساسية وحولها، مما يؤدي إلى تدمير ممتلكات المدنيين ومصادر رزقهم». من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وباريس وبرلين، اللتان شاركتا في التوصل إلى اتفاقات مينسك 2 للسلام الموقعة في 12 من فبراير الماضي، بالإجماع عن قلقهم حيال استئناف المواجهات في الشطر الشرقي لأوكرانيا، وحذرت موسكو من جهتها من أن عملية السلام قد «تنهار». وأمس، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه من المقرر أن يجري اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي باراك أوباما أمس: «من أجل تنسيق وجهات نظرهما في قمة مجموعة السبع»، المنعقدة غدا (الأحد والاثنين) في ألمانيا، وأعلن أيضا أنه سيلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي بمناسبة عامه الأول في المنصب، إن هناك تهديدا أكبر من ذي قبل بأن روسيا ستغزو شرق أوكرانيا، مضيفا أنه «ليس هناك أي مبرر لاستمرار الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، وهذا يعني أن درجة التهديد بغزو روسي كبيرة بشكل غير مسبوق». وشهد هذا الأسبوع أعنف قتال دموي بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني، منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في فبراير الماضي. وكان تقرير لبعثة المراقبة المستقلة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد أشار مساء أمس أول من أمس إلى أن الانفصاليين شنوا هجوما على بلدة تسيطر عليها الحكومة والتي شهدت قتالا مكثفا. وقال بوروشينكو إنه كان هجوما عنيفا، شارك فيه ما بين 500 و1000 مقاتل من المنحازين إلى المتمردين في محاولة لتصعيد الصراع. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بوروشينكو قوله، إن «أوكرانيا تحتاج الآن إلى إبقاء أكثر من 50 ألفا من جنودها في منطقة الصراع، ولذلك تعمل الشركات المصنعة للأسلحة على مدار ثلاث نوبات». ودأب بوروشينكو على التحذير من التهديد باندلاع «حرب شاملة» مع روسيا، المتهمة بدعم وتسليح التمرد في الشرق الانفصالي، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) 2014. وقال أمس في مؤتمر صحافي، إن «التهديد باجتياح روسي لم يكن كبيرا إلى هذا الحد»، مؤكدا أن أكثر من تسعة آلاف جندي روسي ينتشرون حاليا على الأراضي الأوكرانية. من جهته، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبورغ روسيا: «بمواصلة دعم الانفصاليين بمعدات ثقيلة ومدفعية». كما أعلن رئيس جمهورية دونيتسك ألكسندر زخارتشنكو عن توقيف جندي أوكراني. وعلى صعيد متصل بالأزمة في أوكرانيا، وصل أمس إلى شتوتغارت جنوب غربي ألمانيا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، للقاء عدد من القادة العسكريين الأوروبيين، إذ قالت مصادر أميركية، إن المباحثات ستتركز على الموقف تجاه روسيا. وقالت صحيفة «دفينس نيوز» نقلا عن البنتاغون، إن كارتر سيناقش مع نظرائه الأوروبيين كيفية الرد على سياسة روسيا تجاه أوكرانيا، فيما قال متحدث باسم الإدارة الأميركية خلال رحلة كارتر الجوية من الهند إلى ألمانيا، إن ممثلين عن وزارة الخارجية الأميركية سيشاركون في اللقاء أيضا. ويتناول اللقاء عدة قضايا أبرزها مناقشة ما إذا كان رد الولايات المتحدة على ممارسات روسيا في أوكرانيا كافيا أم لا. وقالت المصادر إن من أهم المسائل التي يتناولها اللقاء أيضا ما يتعلق بشعور حلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) في دول البلقان بعدم الأمن نظرا لتصرفات روسيا في أوكرانيا.

مشاركة :