أهدى الطفل محمد حسن الناصر باقات من الورد إلى رجال الأمن المتواجدين في تشييع شهداء الوطن في حادثة جامع حي العنود بالدمام، حيث كان يقدم لهم وردة مع قصاصة من الورق مكتوب عليها «شكراً لك»، من جهتهم تفاعل رجال الأمن مع هذا الطفل تفاعلاً أبوياً حنوناً يدلل على الروح الأبوية والإنسانية التي يعيشها أبناء هذا الوطن، متحدين ضد هذا الإرهاب الداعشي الذي لا يراعي حرمة للدماء. وأشار عدد من المشايخ والحقوقيين والمهتمين بالشأن الاجتماعي إلى أن هذه الهدية الرمزية التي قدمها الطفل تحمل في طياتها رسالة قوية للإرهاب بأن هذا الوطن أسرة واحدة وأنه عصي على محاولات زرع الفتنة مؤكدين متانة التلاحم والترابط الوطني، وأن مشاعر الانتماء لهذا الوطن أقوى من كل زوابع الإرهاب. وجسد الطفل الناصر في مقطع الفيديو الذي يحمل عنوان «لا للطائفية» و»الوطن يجمعنا»، معاني الانتماء لهذا الوطن الذي يجمعنا جميعاً، يحتضننا فنحتضنه، نقدم أرواحنا بين يديه؛ ليكون وطناً آمناً. وقال السيد كامل الحسن: إن هذا المقطع هو صورة معبرة عن التلاحم الوطني، والتفاعل الملموس بين المواطنين، صغيرهم وكبيرهم وبين رجال الأمن مؤكداً أن الأمن مسؤولية الجميع، مشيراً إلى أن منظر هذا الطفل وهو يوزع الورود على رجال الأمن، لهو مشهد مؤثر جداً على الجميع، ويستجلب المحبة والعطف ويقوي النسيج الوطني ويشعر رجل الأمن أنه بين أهله وعشيرته، داعياً أن يحفظ الله مجتمعنا وطننا من كيد الإرهابيين. وحذرت الحقوقية نسية السادة من بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تشكك في ولاء بعض المواطنين لوطنهم، ومحاولاتها لنشر الفرقة بين مكونات المجتمع بالتشكيك فيهم، داعية إلى تفويت الفرصة على أي فتنة تفتت الوطن ولحمته. وقالت: إن المشيعين في القطيف والدمام كانوا يرددون»إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، إضافة إلى لافتات تدعو إلى الوحدة واللحمة الوطنية ونبذ التطرف والإرهاب، مؤكدة على ضرورة نشر ثقافة التعاون والتكاتف بين كل أطياف المجتمع، لدحر الإرهاب، وأردفت «كلنا للوطن والوطن للجميع». وذكر الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد هي ورود الطفل الناصر تعبر عن رموز تختصر أشياء كثيرة فالورد يعبر عن حالة السلام والبراءة، والقبول الاجتماعي، موضحاً أنها تعني أننا مسالمون ونقاربكم، كذلك تقدم رسالة بأن رجال الأمن هم معنا، ونحن معهم، فهي تعبير عن علاقة أسرية اجتماعية ذات مغزى كبير جداً.
مشاركة :