في الوقت الذي انتشر فيه فيروس كورونا كالنار في الهشيم، وأصاب عددا كبيرا من الدول في الشرق والغرب ومنها دول عربية، لا تزال مصر خالية "بفضل الله" من هذا الوباء اللعين الذي وصفه الرئيس الصيني شي جين بينج بأنه "شيطان"، ولكم شعرت بأن أرض الكنانة يحميها الله من المخاطر عندما نظرت إلى الشرق فرأيت الوباء يتفشى من الصين إلى إيران إلى دول الخليج، وفي الشمال في إيطاليا وفي الغرب في أمريكا ومصر في المنتصف لم تصب بسوء.ورغم ذلك لم تترك الشائعات مصر في حالها، بأيدي الحاقدين على مصر والمصريين أنفسهم، فما بين حين وآخر تبرز أخبار مجهولة المصدر تؤكد وجود حالات إصابة بالفيروس في مصر وأن الحكومة تخفي تلك الأخبار، متناسين أنه في ظل الثورة التكنولوجية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن أمر مثل هذا يظل خافيًا عن أحد.وكان من الطبيعي أن تتخذ دول مثل الكويت إجراءات تعسفية ضد مصر مثل وقف جميع أنواع التأشيرات للمصريين – وفقا لما ذكره مصدر أمني لـ«القبس» الكويتية - ضمن الخطط الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وشمل القرار وقف إصدار الزيارات بأنواعها والالتحاق بعائل وفيزا العمل، كل ذلك بسبب بعض الدعايات الكاذبة التي سار وراءها المصريون بطيبة والتي تأتي في إطار حروب الجيل الرابع التي يشنها البعض من الخارج في فضائيات ومنظمات مشبوهة ومعروفة.وذلك على الرغم من أن بيان منظمة الصحة العالمية بخصوص السائحتين الفرنسيتين جاء متطابقًا مع تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء قبل البيان بعدة ساعات، حيث أكد على هامش جولة له بمدينة الغردقة، أن الحكومة لا تخفي أي شيء عن المصريين، داعيًا المواطنين لعدم الانسياق وراء الشائعات، والاتجاه إلى الخط الساخن لمنظومة الشكاوى الموحدة، 16528، في حالة ورود أي شائعات، مؤكدا أن الحكومة تتعامل مع الأمر بشفافية مطلقة، وأنه لا داعي للانسياق وراء ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الشائعات تصله على هاتفه الشخصي عن حالات ببعض الأماكن، وبعض الأطفال في المدارس، مضيفًا أن " الحكومة تتابع بشكل لحظي جميع الحالات التي ترد للمستشفيات ويتم إحالة عدد من المشتبه بهم للمستشفيات، وعقب إجراء التحاليل اللازمة ثبت سلبيتها"، مؤكدًا أن ذلك يأتي في إطار الشفافية التي تنتهجها الحكومة، وأن هناك شائعة أثيرت عن وجود حالتين مصابتين بالفيروس في الغردقة، وتم التعامل بكل جدية، وتم التواصل على الفور وثبت أنهما كان مشتبها بهما بالفعل بأعراض خفيفة، وتم عزلهما، لكن عقب إجراء التحاليل ثبت سلبيتهما.وقبل صدور بيان منظمة الصحة العالمية، تطرق رئيس الوزراء إلى كافة تفاصيله "دون اتفاق بينهما" ما يؤكد أن مصر بالفعل خالية من الفيروس اللعين، لكن الأزمة أن المصريين لا يصدقون، حيث أكد أن الحكومة تواصلت مع الجانب الفرنسي وسفيرنا في باريس للحصول على أي معلومة بخصوص ما نشر عن عودة سائحتين من مصر مصابتين بالفيروس وأن نتائج تلك التحركات أثمرت عن التوصل إلى معلومات تؤكد الخبر، وأن جميع أجهزة الدولة ووزارة الصحة قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة ومراجعة أماكن إقامة الشخصين في مصر، وتأكدنا أن جميع أفراد الفوج السياحي الذي كان يقيم معهما غادروا البلاد جميعا.وأضاف أنه يتم فحص جميع العاملين المتواجدين بمكان إقامة الفوج، والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة بهذا الفوج السياحي، لتأمين المواطنين، والتأكد من عدم وجود إصابات، ونحن كدولة، اتخذنا إجراءات مهمة جدًا، فهذا الموضوع هو شغلنا الشاغل، وهناك لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تم تشكيلها لهذا الغرض، تجتمع أسبوعيا، وقد اجتمعت هذه اللجنة مرتين الأسبوع الماضي.بمجرد إعلان من جانب أكثر من دولة عن وجود إصابات بالفيروس في بعض دول منطقة الشرق الأوسط ومنطقة جنوب أوروبا، وهناك تشديد للغاية، وقد وافقنا في اجتماع مجلس الوزراء على استيراد وزارة الصحة لأجهزة إضافية بتكلفة بلغت نحو 150 مليون جنيه، لزيادة تأمين كافة المنافذ، وقد وضعنا خطة للتعامل مع هذا الفيروس، وفقا للإجراءات العالمية التي تتم لمجابهة هذا المرض من خلال ثلاث مراحل؛ والمرحلة الأولى هي الاحترازية والتأمين، وهي المرحلة الحالية التي نحن بصددها.ليس ذلك فقط، لكن الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر أشاد بالخطة الاحترازية التي تطبقها مصر للتصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ونجاحها في اكتشاف الحالة، مؤكدًا أن مصر تعتبر من أولى الدول التي وضعت خطة وقائية للتصدي للفيروس، مشيدًا بشفافية الحكومة بالإبلاغ الفوري عن الحالة لمنظمة الصحة العالمية وأمدتها ببياناتها الوبائية، مما يسهم في دراسة وبائيات المرض في العالم.وبدأت مصر توفير 20 بوابة حرارية يتم توزيعها بالمطارات والموانئ المصرية لفحص الوافدين من كافة الدول وخاصة الدول التي ظهر بها الفيروس، حيث هذه البوابات تتميز بالدقة في فحص الوافدين والمسافرين، بالإضافة إلى التيسير عليهم، وعدم حدوث أي ازدحام في صالات السفر والوصول.ومنذ أيام أعلنت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية عن تعافي أول حالة كانت حاملة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل البلاد لشخص "أجنبي"، وخروجه من مستشفى العزل بعد التأكد من سلبية النتائج المعملية له، وقضائه فترة حضانة الفيروس بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، حتى أعلنت وكالات أنباء أجنبية أن فرنسا استقبلت سيدتين قادمتين من مصر تحملان الفيروس.كما أن الإجراءات التي اتخذتها مصر منذ استقبال المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، الخاصة بالحجر الصحي بمستشفى نجيلة بمطروح، والإجراءات التالية الخاصة بالمواطن الصيني الذي تم عزله بالمكان نفسه، قد نالت إشادة منظمة الصحة العالمية، والسفارة الصينية بالقاهرة التي قدمت الشكر إلى رجال الوزارة على الرعاية الطبية التي تلقاها المريض طوال فترة العزل، والإجراءات والتدابير الوقائية التي تتخذها مصر للتصدي لفيروس كورونا المستجد.فقط أطلب من المصريين أن يتعاملوا بهدوء ويثقوا في القيادة السياسية، لأن الحكومة تعمل على مقاومة ومجابهة المرض من خلال الإعلان بشفافية، وهو ما نقوم به، لافتا إلى أن المرحلة الثانية ظهور إصابات ولقد وضعنا خطة بالفعل لمواجهة ذلك، على غرار ما تم في محافظة مطروح مع العائدين من الصين، وسيكون هناك مستشفى محدد بالاسم في كل محافظة، أي 27 مستشفى إحالة على مستوى الجمهورية، و522 سرير عناية مركزة للتعامل مع ظهور أي إصابات، لا قدر الله، وندعو الله ألا تظهر مثل هذه الإصابات.
مشاركة :