استضافت صحيفة "واشنطن دبلومات" الشهرية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية في فعالية ضمن سلسلة فعالياتها "السفير المطلع" التي حضرها العديد من المؤثرين والمهتمين في صناعة القرار السياسي الأمريكي وأعضاء السلك الدبلوماسي في واشنطن العاصمة. وخلال المقابلة التي أجرتها الصحيفة مع السفير، أكد أن النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى يكرّس لتحقيق مجتمع عادل ومتعدد بما يضمن حماية ودعم أفراده، والتمتع الكامل بكافة الحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بما نص عليه الدستور، حتى أصبحت المملكة نموذجا عالمياً في احترام الحريات الدينية، وتمكين المرأة، وتحقيق التنمية الشاملة بما يعود بالنفع على شعب مملكة البحرين والوافدين فيها. وفي هذا السياق، أوضح السفير بأنه لا يمكن تحقيق مجتمع عادل ومتعدد دون الالتزام بمشاركة كاملة ومتكافئة للمرأة في هذا المجتمع، وبالتالي فإن مملكة البحرين لم تدخر جهداً في النهوض بمشاركة المرأة في كافة أوجه الحياة العامة، حيث تبنى المجلس الأعلى للمرأة العديد من الخطط والمبادرات لتمكين المرأة وضمان تكافؤ الفرص، كالخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية 2013 -2022، مضيفاً أن مثل هذه المبادرات جعلت المرأة البحرينية تتمتع بأكبر تمثيل لها في القطاع العام بلغ 54%، وفي أرفع المناصب الوزارية والبرلمانية والقضائية والدبلوماسية، والذي كان له صدى في تحقيق الدور الريادي الذي تلعبه مملكة البحرين على الصعيدين الإقليمي والدولي كنموذج يحتذى به في النهوض بالمرأة، وقد أتت جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة التي تبنتها الأمم المتحدة تجسيداً لهذا الدور واعترافاً بالتزام المملكة بتفعيل طاقات المرأة على الصعيدين الوطني والدولي، تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، مضيفاً أن مملكة البحرين، وبهدف تشجيع الانخراط بشكل أكبر للمجتمع المدني في قضايا النهوض بالمرأة في المنطقة، قامت بالترحيب بإنشاء مكتب ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المنامة، كمنصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع المجتمع الدولي. وفي سياق متصل، أكد السفير أن مملكة البحرين عبر تاريخها العريق عرفت التعدد والتعايش الديني في مجتمعها، حيث اجتمعت فيها المساجد والكنائس والمعابد بمختلف أطيافها وأديانها، وهو ما صانه النهج الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حتى باتت المملكة نموذجاً للتعايش السلمي والتسامح الديني على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما تجسد في إعلان البحرين للتسامح الديني، وإنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي كمنصة دولية للحوار والتسامح. وفي شأن الأمن الإقليمي، شدد السفير على أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تربط مملكة البحرين بالولايات المتحدة الأمريكية خاصة في المجالات الدفاعية والأمنية، والدور الأساسي الذي تقوم به في صون الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها حملة الضغط الأقصى للإدارة الأمريكية الحالية ساهمت في التقليل من أثر الأنشطة العدائية للنظام الإيراني في المنطقة، موضحاً بأنه من المؤسف مواصلة هذا النظام في محاولاته زعزعة الأمن والاستقرار من خلال دعم الجماعات الإرهابية وتهديد سلامة الملاحة الدولية وغيرها من المحاولات، وأنه يجب وضع حد لمثل هذا السلوك العدائي وغير البناء، وفي ذات الوقت، شدد على أن مملكة البحرين لا تسعى إلى أي تصعيد عسكري في المنطقة مؤكداً على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة.
مشاركة :