انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استخدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورقة اللاجئين لأجل ممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي. كما قال وزير خارجيتها إن بلاده "لا يمكن أن تسمح باستخدام اللاجئين لمصالح جيوسياسية". هل تتوتر العلاقة مجددا بين ألمانيا وتركيا بسبب ملف اللاجئين؟ قالت أنغيلا ميركل في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين (2 مارس/آذار 2020) في برلين إنه من "غير المقبول أن يعبر أردوغان وحكومته عن استيائهم على حساب اللاجئين، بدل التعاطي معنا كاتحاد أوروبي". ولفتت ميركل أنها تتفهم "العبء الإضافي" على تركيا، وأن أردوغان "يشعر أن الدعم المقدم إليه في الوقت الراهن غير كافٍ"، لكن من "غير المقبول أن يتم تحميل هذا الآن على كاهل اللاجئين الذين وضعوا الآن في موقف يذهبون فيه إلى الحدود وينتهي بهم إلى طريق مسدود فعليًا". وأشارت ميركل أن الحل هو التفاوض مع تركيا "حتى نعود إلى الوضع الذي كنا عليه سابقًا، وخصوصًا أن تحترم أنقرة "التزاماتها بدعمنا حتى مع ازدياد العبء"، قبل أن تؤكد أن ألمانيا منفتحة على دعم بشكل ثنائي. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أنه لم يعد يشعر بأنه ملزم باتفاق يعود لعام 2016، يقضي بإبقاء اللاجئين في تركيا مقابل توصل بلاده بمليارات اليوروهات من الاتحاد الأوروبي، متحدثًا عن أن مئات الآلاف عبروا إلى داخل الاتحاد الأوروبي منذ يوم الخميس الماضي، مهددًا بأن العدد سيصل إلى الملايين. ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عن تقارير للمفوضية الأوروبية والمنظمة الدولية للهجرة أن ما بين 7 آلاف و13 آلاف شخص لا زالوا يحتشدون على الجانب التركي من الحدود. من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن ألمانيا "لا يمكن أن تسمح باستخدام اللاجئين لمصالح جيوسياسية"، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال مستعدًا للقيام بإسهامه من أجل تحقيق رعاية لائقة إنسانيا للاجئين في سوريا وتركيا. واعترف ماس بدوره أن تركيا تواجه عبئًا كبيرًا بتوفير "الإقامة لنحو 4 ملايين لاجئ حاليًا"، ولكنه شدّد على ضرورة امتثال أنقرة لالتزاماتها أيضًا، مضيفًا أنه يجب كذلك عدم ترك اليونان لوحدها، وذلك في إشارة منه إلى الضغط الذي تواجهه السلطات اليونانية التي تحاول إغلاق حدودها على تركيا أمام اللاجئين، ما أدى إلى وقوع مواجهات بينهم وبين قوى الأمن. وقد صرّح أردوغان سابقًا أن بلاده "عازمة على عدم تحمل عبء مستدام لملايين اللاجئين على حدودها، وذلك بعد تصعيد خطير في إدلب، عندما قُتل ما لا يقل عن 35 جنديًا تركيًا وجُرح العشرات في غارات جوية يوم الخميس الماضي، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن سوريا تشهد في إدلب أكبر موجة نزوح منذ بدء الحرب الأهلية. إ.ع ( د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مشاركة :