فرضت السلطات التونسية حظراً للتجوّل في مدينة «دوز» الواقعة جنوب البلاد، إثر تواصل المواجهات بين الشرطة ومحتجّين عاطلين من العمل، فيما أكد وزير تونسي تنسيق بلاده مع الجزائر للاستعداد لأي هجوم محتمل من الأراضي الليبية على تونس، بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مدن جديدة. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان مساء أمس الأول، فرض حظر تجوّل ليلي في مدينة دوز «حفاظاً على الأمن العام وأرواح المواطنين وأرزاقهم». وشهدت مدينة دوز (محافظة قبلي جنوب غرب) مواجهات بين الشرطة ومحتجين منذ الثلثاء الماضي، أسفرت عن إصابات في صفوف قوات الأمن ومتظاهرين، إضافة إلى خسائر مادية. وأغلق المحتجون طرقات المدينة الرئيسية بإطارات مشتعلة، ورشقوا قوات الأمن بحجارة وزجاجات حارقة، فردّت عليهم بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع. وتواصلت عمليات الكر والفر طيلة 5 أيام قبل إعلان حظر التجول. وذكرت مصادر في وزارة الصحة التونسية، أن حصيلة المواجهات بلغت 7 إصابات، من بينهم 4 أمنيين، إضافة إلى حرق مركز للحرس الوطني (الدرك) ومركز للشرطة في المدينة. واندلعت المواجهات إثر منع السلطات شباناً عاطلين من العمل، من الاعتصام أمام مقر شركة غاز أجنبية تقع في الصحراء على بعد 25 كيلومتراً من مركز مدينة دوز. وتزامنت هذه الأحداث مع حملة شبابية تطالب بالكشف عن صفقات إسناد رخص التنقيب على الغاز والنفط في البلاد، وتمكين الشعب التونسي «من حقّه في ثروات بلاده». وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، حذّر في خطاب أمام البرلمان أمس الأول، من استغلال الاحتجاجات في مدن الجنوب لتنفيذ مخططات إرهابية، على اعتبار أن «التحريات أظهرت أن عدداً من الإرهابيين استغلّوا الاحتجاجات للتهريب والتحريض على العصيان، بقصد إثارة الفوضى وتشتيت جهود الأمن للقضاء على التهريب». وشدّد الصيد على أنه «لا يمكن قبول الإضرابات العشوائية، وإن كنا ننزه الفئات العاطلة من العمل وحقوقها، إلا أننا ننبّه إلى خطورة تداعيات ما يعمد إليه البعض من اعتداء على مراكز السيادة وبثّ الفوضى». في سياق آخر، شدّد وزير الدولة للشؤون الأمنية رفيق الشلي، على «ضرورة التنسيق الأمني بين تونس والجزائر لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي»، مشيراً إلى أن مواجهة هذه الظاهرة من أهم أولويات حكومته. وقال الشلي في كلمة أمام البرلمان، إن «تونس منتبهة وحذرة حيال توسّع ما يعرف بتنظيم داعش في الجارة الليبية، لا سيما بعد سيطرتها على أحد المطارات هناك»، داعياً الفرقاء الليبين إلى الحوار في ما بينهم لإنهاء الخلافات، على اعتبار أن توصّلهم إلى تحقيق الوفاق سيجعلهم قادرين على مجابهة هذا الخطر. وتخوّف تونسيون من اقتراب «داعش» في ليبيا من الحدود التونسية - الليبية، بخاصة بعد سيطرة التنظيم على مدن ليبية عدة. وكان رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي، دعا السلطات التونسية إلى «تمتين العلاقات مع حكومة طرابلس وقوات فجر ليبيا»، التي اعتبرها «حصن دفاع عن الأراضي التونسية».
مشاركة :