استقبل رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي أول من أمس، في مدريد نظيره المغربي عبدالاله بنكيران في لقاء تجنبا خلاله المسائل التي يُحتمَل أن تثير جدلاً للتركيز على المصالح المشتركة مثل مكافحة الارهاب. ودعا المغرب وإسبانيا إلى تفعيل الاتحاد المغاربي، باعتباره شريكاً استراتيجياً للدول المطلة على البحر المتوسط شمالاً وجنوباً. وجددا التأكيد في بيان مشترك صدر بعد القمة على دور الاتحاد المغاربي في الحوار مع الاتحاد الأوروبي ومبادرة «5+5» التي ستسضيف الرباط اجتماع وزراء خارجيتها الأوروبييين والمغاربيين لاحقاً. ونالت جهود تطوير «الاتحاد من أجل المتوسط» حيزاً مهماً من المباحثات المغربية - الإسبانية التي عرضت لتطورات نزاع الصحراء والملفات الإقليمية وتنسيق الجهود في الحرب على الإرهاب، بخاصة وأن مدريد تُعتبَر من فاعليات «أصدقاء الصحراء» الذين يرصدون تطورات التوتر الإقليمي، وتدفع في اتجاه استئناف المفاوضات برعاية الموفد الدولي كريستوفر روس الذي لم يتمكن من تحديد جدول أعمال زيارته المرتقبة إلى المنطقة، منذ صدور القرار الأخير لمجلس الأمن الذي اعتبرته جبهة بوليساريو «منحازاً» للمغرب، كونه لم يعرض إلى توسيع صلاحيات بعثة الـ«مينورسو» في الصحراء لتشمل رقابة أوضاع حقوق الإنسان. وركزت المباحثات على مجالات التعاون الثنائي الذي شهد تطوراً ملموساً، إذ باتت إسبانيا الشريك الاقتصادي والتجاري الثاني للمغرب بعد فرنسا. وتمنى مسؤولون مغاربة على نظرائهم الاسبان الدفع في اتجاه إبرام اتفاق شراكة يسمح للمنتوجات المغربية في قطاع الزراعة والنسيج بالإستفادة من بعض الامتيازات في السوق الاسبانية. وكانت الرباط توصلت إلى صيغة جديدة مع الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق الصيد الساحلي الذي يُعدّ الأسطول الإسباني المستفيد الأول منه. جاء ذلك في أعقاب ملابسات الأزمة التي ضربت العلاقات المغربية - الإسبانية العام الماضي، حيث مالت جهود المغرب في اتجاه الانفتاح أكثر على إسبانيا. بيد أن تزامن أعمال اللجنة العليا المشتركة المغربية - الإسبانية مع اجتماع سابق للجنة المشتركة المغربية - الفرنسية العليا أضفى نوعاً من التوازن على علاقات الرباط قبل من باريس ومدريد، لكن وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز جدّد والوزير المغربي المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس التزامهما تعزيز وتطوير التعاون في مجالات الحرب على الإرهاب والتصدي للهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. ووصف الوزيران التعاون القائم بالـ»إيجابي» وشمل تنسيق الجهود في تفكيك خلايا إرهابية عدة، بعضها كان ينشط في مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيطرة الإسبانية شمال المغرب. ورأى وزيـــر الداخـــليـــة الإسباني فرنانديز أن مبادرة المغرب لإعادة تنظيم إقامة المهاجرين الأجانب والأفارقة تحديداً في المغرب مبادرة إيجابــيــة، إلا أن بــن كيران سبق أن نبّه إلى أن الرباط لا يمكنها أن تلعب دور «الجمركي» في التصدي للهجرة غير الشرعية نيابةً عن الاتحاد الأوروبي. وانتقد غياب الدعم الأوروبي الذي كانت تعول عليه بلاده. ورأت المصادر في اجتماع الوزيرين المغربي والإسباني خطوة لتجاوز الملاحظات التي سجلتها السلطات المغربية على نظيرتها الإسبانية، بعد ترحيل ناشطة إسبانية، ذكر بيان للداخلية المغربية أنها دخلت المغرب مرتين بجوازي سفر مختلفين.
مشاركة :