موسكو (رويترز) - قالت روسيا يوم الاثنين إنها لا يمكنها ضمان سلامة الطائرات التركية فوق سوريا بعد أن أسقطت تركيا طائرتين حربيتين سوريتين وقصفت مطارا عسكريا في أحدث موجة من الاشتباكات التي جعلت موسكو وأنقرة أقرب ما يكون إلى المواجهة المباشرة. وأعلنت دمشق يوم الاثنين إغلاق المجال الجوي فوق منطقة إدلب، وهي آخر جزء من سوريا يسيطر عليه مقاتلو المعارضة ويشهد تصعيدا للقتال مع محاولة قوات الحكومة المدعومة من روسيا طرد مقاتلي المعارضة المتحالفين مع أنقرة. وقال الكرملين إن على تركيا أن تولي اهتماما بتحذير صادر من وزارة الدفاع الروسية مساء الأحد يقول إن الطائرات التركية قد تكون في خطر في أجواء المحافظة. وشرّد القتال في شمال غرب سوريا مليون مدني منذ ديسمبر كانون الأول فيما تقول الأمم المتحدة إنه قد يكون أسوأ أزمة إنسانية تشهدها الحرب الدائرة منذ تسعة أعوام. وبدأت قوات الحكومة السورية بدعم روسي مسعى للسيطرة على آخر منطقة لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وتنشر موسكو وأنقرة قوات في المنطقة وتبادلتا الاتهام بالمسؤولية عن الوضع المتدهور منذ الأسبوع الماضي عندما قُتل ما لا يقل عن 33 جنديا تركيا في ضربة جوية كانت أسوأ هجوم يتعرض له الجيش التركي منذ قرابة 30 عاما. وقالت روسيا، التي تنشر بطاريات صواريخ أرض-جو من طراز إس-400 المتطور في سوريا، إن الجيشين الروسي والتركي على اتصال مستمر بخصوص إدلب. وتحارب قوات الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على بلدة استراتيجية من مقاتلي المعارضة في إدلب. وقال مسؤول تركي إن أنقرة ستواصل ضرب قوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد تصعيد عملياتها العسكرية في مطلع الأسبوع. وتدعم موسكو الأسد منذ مدة طويلة فيما تدعم أنقرة مقاتلي المعارضة المناهضين له. وللبلدين قوات في المنطقة بموجب اتفاق يهدف لتفادي اندلاع قتال شامل هناك، لكن الجهود الدبلوماسية تعثرت خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيجريان محادثات بشأن سوريا في موسكو يوم الخميس. لكن بيسكوف قال إن بلاده لم تغير موقفها فيما يتعلق بسوريا وإنها ملتزمة كما كانت دوما إزاء دعم قتال الحكومة السورية ضد مقاتلي المعارضة. وتقدم روسيا دعما جويا لقوات الأسد في إدلب وتنشر أيضا قوات خاصة ومستشارين عسكريين على الأرض في سوريا. ويقاتل متعاقدون عسكريون من القطاع الخاص أيضا إلى جانب قوات الأسد. وقال بيسكوف للصحفيين يوم الاثنين إن روسيا ”لا تزال ملتزمة باتفاقات سوتشي (بين روسيا وتركيا بخصوص سوريا)، وتدعم وحدة أراضي سوريا وتدعم سوريا في حربها على الإرهابيين“.
مشاركة :