«منظمة التعاون»: الاقتصاد العالمي يتجه لأسوأ تباطؤ منذ أزمة 2008 جراء «كورونا»

  • 3/3/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من أن تفشي فيروس كورونا يدفع الاقتصاد العالمي نحو أسوأ تباطؤ منذ الأزمة المالية العالمية 2008 - 2009، مناشدة الحكومات والبنوك المركزية مكافحة ذلك تجنبا لهبوط أشد حدة. ووفقا لـ"رويترز" قالت المنظمة في تحديث لتوقعاتها أمس، إن الاقتصاد العالمي مقبل على نمو نسبته 2.4 في المائة هذا العام، هو الأدنى منذ 2009 وانخفاضا من توقعات عند 2.9 في المائة صدرت في تشرين الثاني (نوفمبر). وتوقع منتدى السياسات الذي يتخذ من باريس مقرا، أن يتعافى الاقتصاد العالمي في 2021 ليسجل نموا 3.3 في المائة، مفترضا بدء انحسار الوباء في الصين خلال الربع الأول من العام، على أن تكون بؤر التفشي الأخرى معتدلة ويجري احتواؤها. لكن المنظمة حذرت من أنه إذا انتشر الفيروس في أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، فإن النمو العالمي قد يهبط إلى مستوى متدنٍ يصل إلى 1.5 في المائة هذا العام. وقالت لورنس بون كبيرة اقتصاديي المنظمة، "الرسالة الأساسية من هذا التصور النزولي هو أنه سيجعل دولا عديدة في ركود، ولهذا نحث على اتخاذ إجراءات في المناطق المتضررة بأقصى سرعة". وقالت إن الحكومات بحاجة إلى دعم أنظمة الصحة عبر زيادة الأجر أو الإعفاء من الضرائب بالنسبة للعاملين الذين يعملون لأوقات إضافية وبرامج عمل قصيرة الأجل للشركات التي تعاني انخفاضا في الطلب. وأضافت بون إن الحكومات يمكنها إعطاء الشركات مزيدا من المساعدة المالية من خلال خفض الرسوم الاجتماعية ووقف ضرائب القيمة المضافة وتقديم قروض طارئة للقطاعات الأشد تضررا مثل قطاع السفر. وفي الوقت نفسه، يمكن للبنوك المركزية بث رسائل اطمئنان في الأسواق المالية التي تعاني ضغوطا بإبداء الاستعداد لسياسة نقدية أكثر تيسيرا وتوفير السيولة للبنوك إذا دعت الحاجة. وتابعت بون، "لا نريد إضافة أزمة مالية إلى الأزمة الصحية". وتشير حسابات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أنه في حالة تفاقم الوضع، فإن استجابة منسقة تجمع بين التيسير النقدي من البنوك المركزية وتحفيز مالي يصل إلى 0.5 في المائة من الناتج الاقتصادي في دول مجموعة العشرين قد تؤدي إلى زيادة 1.2 في المائة في النمو خلال عامين. وقالت بون "استجابة سياسية منسقة صحيا وماليا ونقديا لن تبعث برسالة ثقة قوية فحسب، بل ستضاعف أيضا أثر الإجراءات المتخذة على المستوى الوطني". وإن كانت المنظمة الدولية افترضت في توقعاتها بأن يتراجع مستوى تفشي الفيروس هذا العام، إلا أنها حذرت من أن تزايد انتشاره "سيضعف التوقعات بشكل كبير". ويواجه الاقتصاد العالمي في الأساس خطر حدوث انكماش في الربع الأول من العام، بحسب المنظمة التي تضم مجموعة من الدول التي تتبنى مبادئ السوق الحرة. وأفادت المنظمة في أول دراسة شاملة لتداعيات الفيروس على كبرى اقتصادات العالم أنها تتوقع بأن يصل النمو السنوي في إجمالي الناتج الداخلي في الصين، بؤرة تفشي المرض منذ كانون الأول (ديسمبر)، إلى 4.9 في المائة في انخفاض بـ0.8 نقطة عن توقعات النمو الأساسية التي أعلنتها المنظمة في تشرين الثاني (نوفمبر). وأفادت المنظمة التي تضم 36 بلدا أن "تداعيات انكماش الإنتاج الصيني وصلت إلى أنحاء العالم"، في وقت يواصل انتشار الفيروس التأثير في خطوط الإنتاج والتجارة والسفر لأغراض السياحة والأعمال التجارية. وتضمنت جهود السيطرة على الفيروس في الصين فرض حجر صحي على مدن بأكملها وقيود على السفر والعمل، ما تسبب بتأجيل عودة المصانع لمزاولة عملها بعد انقضاء عطلة رأس السنة القمرية، إلى جانب الخفض الكبير لأنشطة قطاع الخدمات. وأفادت المنظمة أن التوقف الفعلي للسياحة المقبلة من الصين شكل "صدمة سلبية كبيرة على المدى القريب". وأصيب نحو 90 ألف شخص في أكثر من 60 بلدا بالفيروس، بينما توفي أكثر من 3000 شخص بالمرض في وقت تعمل الحكومات جاهدة لمنع تحوله إلى وباء عالمي.

مشاركة :