حينما كشفت "فولكس فاغن" عن أول موديل لها يعمل بالكهرباء في العام 2009، قال الرئيس التنفيذي للشركة في حينها مارتن فينتركورن إن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تكون في متناول الجميع وتحل محل أسطولها من السيارات التي تعمل بوقود الديزل والبنزين. واليوم وبعد أكثر من عقد من الزمان تعمل عملاق صناعة السيارات الألمانية على إنفاق ما يربو على 33 مليار يورو لإنتاج نحو 26 مليون سيارة كهربائية، لتتفوق على تسلا وتصبح أكبر مُصّنع للسيارات الكهربائية في العالم. وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال الرئيس التنفيذي الحالي للشركة هيربرت ديس إن شركته ستركز منذ البداية على خلق نموذج من السيارات الكهربائية، يستطيع جني الأرباح منذ الوهلة الأولى من دخوله إلي السوق. وأضاف ديس للصحيفة، "حينما يتعلق الأمر بتسعير سيارتنا الكهربائية المستقبلية، ستكون الربحية على نفس مستوى طراز غولف (أحد أكثر الطرازات مبيعاً لدى الشركة الألمانية)". وتضع توقعات ديس فولكس فاغن في موقع الصدارة متقدمة على كبار مصنعي السيارات بالعالم، بما في ذلك تويوتا وجنرال موتورز، وهي الشركات التي حذرت في وقت سابق من أن سياراتها الكهربائية لن تحقق أرباحاً شبيهة للطرازات التي تعمل بالوقود التقليدي قبل نحو عقد آخر من الزمان. وقال أحد كبار المستثمرين في "فولكس فاغن للصحيفة إن تصريحات ديس حول الأمر اتسمت "بالجرأة". وتابع: "ستكون مفاجأة كبيرة حال حدوثها". وتقدر مكنزي للأبحاث تكلفة إنتاج السيارة الكهربائية الواحدة من الطراز المتوسط بنحو 12 ألف دولار مقارنة مع السيارات التقليدية، ما يضع الشركات المصنعة في خيارين كلاهما صعب وهما رفع الأسعار أو الرضا بهوامش أرباح ضعيفة. وقال أحد محللي قطاع صناع السيارات في Metzler bank للصحيفة إن منافسي فولكس فاغن سيعانون من ضغوط على هوامش الربحية لمدة تتراوح 3 و4 سنوات. من وجهة نظر الرئيس التنفيذي الحالي لشركة "فولكس فاغن"، فإن المستقبل للسيارات الكهربائية. وقال ديس: "لا يوجد بدائل أخرى للسيارات الكهربائية". وفي وقت شهدت به شركة أودي الإيطالية تعطل انتاج إحدى طرازاتها الكهربائية لوجود نقص في إمداد البطاريات، أكد الرئيس التنفيذي لفولكس فاغن للصحيفة البريطانية على تواجد مخزون وفير من بطاريات الليثيوم يكفي الشركة حتى العام 2023. ويستهدف الرئيس التنفيذي الحالي للشركة إقناع أسواق المال بمعاملة شركته على غرار تسلا وليس كمُصنع تقليدي قديم للسيارات ورفع قيمة الشركة السوقية من مستوى حالي يبلغ 75 مليار يورو إلى نحو 200 مليار يورو، بحسب ما ذكرته "فايننشال تايمز". ولم تتكبد الشركة الألمانية خسائر في الثلاثة عقود الماضية سوى مرتين فقط. وأعلنت الشركة يوم الجمعة الماضية زيادة في أربحها قبل الضرائب العام الماضي بنحو 17% وتعهدت بزيادة توزيعات الأرباح.
مشاركة :