جدار «بوليفار» يعكس جمال الحضارة الفرعونية: موكب نقل المومياوات يمر من أمامه

  • 3/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من كتل خرسانية صماء إلى جداريات نابضة بالحياة، هو الحال الذى تغير فى غضون 10 أيام داخل ميدان سيمون بوليفار بوسط القاهرة، بعد أن أبدع طلاب الكليات الفنية بجامعة حلوان على الجدران، حتى جمّلوا المنطقة عكس ما كانت عليه مسبقًا. وجاء النشاط نتاج اتحاد كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلوان، بعد تكليف لهم بتغيير طابع المنطقة، والتى من المقرر أن تشهد عملية نقل المومياوات الفرعونية من المتحف المصرى إلى المتحف القومى للحضارة قريبًا. وللوقوف عن قرب، يوضح الدكتور شريف هنداوى، أستاذ بقسم التصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة، أن الأمر يعود إلى تكليف تلقته الكليات الثلاث من الدولة، وهو ما جاء تنفيذه بدايةً من اجتماع ضم الدكتور أحمد هنو، عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتور محمود حامد، عميد كلية التربية الفنية، والدكتورة ميسون قطب، عميد كلية الفنون التطبيقية، فى حضور ممثلى وزارة الآثار. ويشير «هنداوى»، لـ«المصرى لايت»، إلى أن العمل هو عبارة عن مشاهد فرعونية وبورتريهات لبعض المومياوات التى ستُنقل، بغرض إبراز الفن المصرى القديم: «هو حدث فرعونى والعالم سيشاهده ويشارك فيه، والفكرة كانت تهدف لإعادة الرسومات الفرعونية إلى الشارع المصرى على الكتل الخرسانية الموجودة بميدان سيمون بوليفار». وتلقت الكليات تكليفها منذ شهرين، ومنذ هذه اللحظة بدأ جميعها فى الاستعداد لأعمال التجميل، وهنا يروى «هنداوى» أن كلية الفنون الجميلة شرعت فى اختيار الطلبة من قسم التصوير الجدارى بالفرقة الرابعة «لأنهم ملمون بخبرة واسعة فى جميع المجالات». تعامل الطلاب المختارون مع العمل كتجربة جديدة حسب قول «هنداوى»، خاصةً أنهم لأول مرة ينفذون العمل على مساحة واسعة وفق روايته، على الجانب الآخر، يشير الأستاذ الجامعى إلى أن المشكلة الحالية تتمثل فقط فى تشويه ما أنجزوه كما هى العادة، لكنه استدرك: «الحمد لله عملت كذا جدارية والشعب المصرى بيحب الجمال، فلما بيلاقى حاجة جميلة بيحافظ عليها، لا أعتقد إن حد يشوف حاجة محترمة ويشوهها». بعد الفراغ من المهمة المطلوبة كان من المقرر أن يتوجه وزير الآثار والسياحة الدكتور خالد العنانى، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار، إلى ميدان سيمون بوليفار لمعاينة العمل وتكريم الطلاب، لكن ظروف وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك غيرت الخطط حسب «هنداوى»: «لكن وردنى بأنهم سعداء». ومن المرتقب أن يكرم الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، الطلاب المشاركين فى هذا العمل خلال حفل، على أن يتضمن توزيع شهادات تقدير ومكافآت مالية وفق إشارة «هنداوى»، والذى أشرف على جهود الطلبة برفقة زملائه الدكتور ماهر داوود والدكتور على رشدى والدكتور أحمد الأنصارى، بجانب الدكتور أيمن فاروق الأستاذ بكلية التربية الفنية، والدكتورة داليا فكرى من كلية الفنون التطبيقية. «كنت مبسوطة جدًا بالتجربة، جديدة ومفيدة وحلوة» بهذه العبارة افتتحت مادونا مجدى، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير الجدارى، حديثها عن عملها بميدان سيمون بوليفار، قائلة إنها وزملاءها كان لديهم شغف إزاء هذا الأمر لتنفيذه على أرض الواقع. وتردف «مادونا» حديثها لـ«المصرى لايت»: «إحنا غيرنا المكان بدل ما هو لونه رمادى لألوان حلوة وصور للفراعنة». فيما تلتقط مريم مروان طرف الحديث من زميلتها، منوهةً إلى أن الدكتور ماهر داوود اختار منهم ١٠ طلاب بناء على نظرته العامة: «أكيد من مستوانا ممكن أو نظرته يعنى، بصراحة بالنسبالى دى أول مرة أشارك حاجة تبع مجالى فى التصوير الجدارى كده فى وسط صحابى وحاجة مصر كلها هتشوفها». وتستطرد الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة حديثها لـ«المصرى لايت» معبرة عن شعورها خلال تزيينها الكتل الخرسانية: «هو إحساس غريب أوى، متهيألى نفس درجة مشروع التخرج، يمكن أكتر دى حاجة هتسيب أثر على مدار سنين، فخورة جدًا حقيقى بيا وبينا كلنا، وذكريات الأيام دى أحلى أيام». وشاركت «مادونا» و«مريم» الطالبات أميرة محمود ودينا موافق ورندا حسام، وروان ياسر ورودين المصرى وفرح وجيه، ومارينا مجدى ومارينا ملك وملك صلاح الدين، ومونيكا طارق وميار مصطفى وميرنا طارق، ونورا زكى ونوران نزيه ونورهان ممدوح، ونهال تيمور وهدى هشام. ومن المقرر خلال الفترة المقبلة نقل 22 مومياء ملكية و17 تابوتا ملكيا، ترجع جميعها إلى عصر الأسر 17 و18 و19 و20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، متضمنة مومياوات الملوك رمسيس الثانى وسقنن رع وتحتمس الثالث وسيتى الأول، بجانب الملكات حتشبسوت وميرت آمون وأحمس نفرتارى، وهو ما سيحدث من خلال احتفالية كبرى.

مشاركة :