رؤية جديدة لحياة شارلي شابلن

  • 3/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» أصدرت دار العين للنشر كتاب «الضحك في تجربة قصة حياتي لشارلي شابلن»، لمؤلفه «عادل آيت أزكاغ»، بتقديم الدكتور شاكر عبد الحميد، الذي يوضح أن الكتاب يقوم على تحليل السيرة الذاتية التي كتبها شارلي شابلن عن نفسه من منظور جديد، يرتبط بعلوم الكوميديا والضحك، وكان شابلن نفسه موضوعاً لعدد من الأفلام والمسرحيات، التي اتخذت طابع السيرة الذاتية، ومنها تمثيلاً لا حصراً، فيلم «شابلن»، و«عواء القط»، و«حرب سكارلت أوهارا»، ومسرحية «الصعلوك الصغير»، وغيرها من الأعمال المؤكدة على نبوغ شخصية شابلن، وخصوبة حياته وتجربته الفنية شديدة الثراء. قام «أزكاغ» بدراسة تحليلية عميقة لمعنى الضحك والضاحك وصورته الكوميدية، وارتباط ذلك كله بجماليات التلقي وبمفهوم الآلية عند برجسون وبالتعاسة وفقدان الروح والكآبة والبهجة، مع محاولة اكتشاف الصلات الكامنة أيضاً بين حياة شابلن والشخصيات التي أثرت فيه، ودلت على موهبته، وتنبأت بعبقريته، ووجهت بداية مسيرته في غمرة أحداثها ومختلف أطوارها المتقلبة فيما بعد، وكان بين هذه الشخصيات أمه وأبوه ثم بعض الممثلين والممثلات، الذين أثروا عموما في حياته، وكذلك العلماء والكتاب وبعض الموسيقيين والرسامين والسياسيين. يصف أزكاغ شابلن بأنه إنسان ضئيل الحجم، شاحب الوجه، يسير بمشية متأنقة، ويرى بزي معروف، وبقبعة سوداء رثة، وبنطال واسع فضفاض، حذاء كبير الحجم، وعصا يتعكز عليها، قامته متواضعة البنيان، مكتنز قصير، ذو ملامح ثابتة، ويضع «شنبا» مثيرا للسخرية، وربما يكون استعاره من هتلر، هذه هي الصورة النمطية الأثيرة لدى الفنان المثير للضحك، صاحب التجربة الاستثنائية في الكوميديا والسينما الصامتة، ذلك الذي تقمص ونفذ إلى أعماق شخصيات تركت مهمشة ومنسية، كما أريد لها، في عالم الإهمال، شخصيات معزولة ومضطهدة، أنهكها القمع، وأتعبها الفقر، وأضناها اليتم المبكي. وبالعكس من شخصياته السابقة، جسد شابلن في مقابلها أدوار شخصيات أخرى مناقضة لها تماماً، معقدة ومركبة، سعى إلى تعرية حماقتها الذهنية وعشوائية تخبطها، وفضح الترهل القبيح النائم في غيبوبة أبدانها، التي تسلل إلى أعينها العمى، بحكم انخراطها في صف سيطرة المال، وإدمانها لشراهة الافتراس، وعشقها لأهواء السلطة والهيمنة والغطرسة في مختلف تجلياتها، هذه الشخصيات مجتمعة تجول شابلن بين جدرانها، بحثاً عن شيء ضائع فيها، له قيمة رمزية، ومكانة معنوية. إن ظاهرة شابلن، كما رآها أزكاغ، تجسد المفارقة والاستثناء في شخصيته على نحو قل أن نجد له نظيراً بين المبدعين، مبرزاً في هذا الإطار ومبيناً طريقة سطوع نجم شابلن، بين ثلة من السينمائيين المشهورين في عصره، وعند جمهوره، بفضل تمثيلياته وأعماله الكوميدية الصامتة، دون سواها، التي تحول دون حضور ذاتها فيها كممثل من شخصية إلى أخرى، وتفوق ببراعة وإتقان لافتين، في تقديمها صورة ساخرة برشاقة وخفة ظل منقطعة النظير، تقوم على مضحك الإشارات والحركات والطباع والمواقف، وغيرها من أصناف المضحك وأساليبه.

مشاركة :