ابن الديرة أكثر من ثمانية وأربعين عاماً مضت، نتطلع إليها بقلوب تملؤها الحياة والحب، ونفوس واثقة وهادئة، ومشاعر السعادة تغمرنا بشلالات رائعة من الحركة الموجبة والتفاؤل، فقد حقق شعب الإمارات العربية المتحدة خلالها ما اصطلح العالم على تسميته بالمعجزات، وألغى بكفاءة منقطعة النظير كلمة «مستحيل» من قاموس اللغة، ونجح في التخطيط والحشد والتنفيذ، بما أجبر حتى الحاسدين على الاعتراف بعظمة ما جرى إنجازه. نتطلع إلى ما مضى ونفتخر بإنجازاتنا في طول الوطن وعرضه، وفي اتجاهات العالم الأربعة، ونستمد منه القوة المتدفقة اللازمة لاستمرار مسيرته نحو المستقبل بعزيمة لا تلين، وقوة لا تحد منها عتمة المجهول، خاصة ونحن نقف في بدايات عام الاستعداد للخمسين عاماً ما بعد اليوبيل الذهبي، لنصل بشموخ وكبرياء إلى المئوية، ونحن قوة عظمى مكتملة البنيان والأركان. منذ قيام دولة الاتحاد في 2 ديسمبر من عام 1971، وإلى يومنا هذا، نفخر ونتيه خيلاء بكل ما حققت السواعد السمر والعقول الفتية من مكاسب لصالح الوطن والمواطنين، بقيادة حكيمة سخرت كل خيرات البلاد لصالح البناء والنماء والتطور، ومعها شعب يعمل بلا كلل ليحقق المزيد من الطفرات النوعية، ليتشكل البناء بطابع ونموذج مختلف. آمن زايد ومن بعده قيادة البلاد الحكيمة بأن الاستثمار في الإنسان هو من أرقى وأفضل المشروعات الاستثمارية، فالإنسان المؤهل هو الأقدر على قيادة مسيرة التنمية بكفاءة ومردود عاليين، وتكون مخرجات عمله متميزة نوعياً وكمياً بما لا يقاس، فكانت مئات المدارس بمناهج نوعية والجامعات شبه المتخصصة، والقائمة على الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والابتكار، ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.أنشأنا أرقى بنية تحتية وبمواصفات ومقاييس عالمية، فكانت أضخم مطارات العالم - أو تضاهيها على الأقل - في الإمارات، وأرقى وأحدث الموانئ، وأكثر الطرق طولاً وعرضاً وسلاسة وانسيابية، وبنية عالمية من الإنشاءات السياحية والفنادق والمنتجعات والقرى التي تجذب ملايين السياح سنوياً. الإنجازات والتميز في دولتنا طالت كل جوانب الحياة من رغد العيش إلى التعليم والصحة والتوطين، والبنية التحتية والاقتصاد والتنافسية، والفضاء والذكاء الاصطناعي والروبوتات والقطاعات المستقبلية، ومهمتنا الأولى قبل الانتقال للخمسينية الثانية، أن نحافظ جميعاً على ما أنجزنا، وأن نلتف دوماً حول قيادتنا، ففي وحدتنا قوة تفجر الصخور وتنسف الجبال. وإذا كانت السنوات الماضية حملت عناوين ضخمة كالتأسيس والتمكين، فيجب أن تكون عناوين المقبلة منها حتى بلوغ المئوية، الكثير من العمل النوعي الذكي القادر على أن ينقلنا بكفاءة وقدرة طيبة إلى معطيات القرن الحادي والعشرين، ونكون أهلاً لاستيعابها والتعايش معها، وتطويعها. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :