تحليل إخباري: هل يتمكن العراق من مواجهة فيروس كورونا الجديد بالاستفادة من التجربة الصينية؟

  • 3/4/2020
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد 3 مارس 2020 (شينخوا) مع اتساع دائرة الاصابة بفيروس كورونا الجديد خلال الأيام القليلة الماضية ليشمل عدة مدن عراقية، أثيرت تساؤلات حول قدرة المؤسسات الصحية في البلاد على مواجهة الفيروس الذي انتشر في عدة دول تمتلك مؤسسات بحثية متقدمة وأنظمة صحية متكاملة، وأشار البعض إلى ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في مواجهة الفيروس، خصوصا وأن الصين قد أبدت قدرا كبيرا من العزم في مواجهته. في هذا الصدد، قال الدكتور إبراهيم العامري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، لوكالة أنباء ((شينخوا))،"أعتقد أنه يمكن للعراق أن يستفيد من تجربة الصين في جهوده لاحتواء تفشي الفيروس التاجي، لكن يجب على العراق أن يأخذ في الاعتبار قدراته التي لا يمكن مقارنتها بقدرات الصين، التي تعد واحدة من أكبر دول العالم المتقدمة علميا وتقنيا". وأضاف ان "ظهور فيروس كورونا دفع القيادة الصينية إلى مواجهة التحدي من خلال اعتبار الأزمة اختبارا كبيرا للأمة وكانت هناك جهود كبيرة من جانب الحكومة الصينية في جوانب مختلفة، مثل علاج المصابين، وتقليل معدلات الوفيات، وحماية الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز الامدادات الطبية الطارئة". وتابع العامري "تتخذ الصين إجراءات حاسمة وغير مسبوقة، بما في ذلك إغلاق المدن لحماية الصحة العامة"، معربا عن اعتقاده بأن "العالم يجب أن يكون ممتنا للتضحيات التي قدمها الشعب الصيني في محاربة المرض ومنع انتشاره خارج البلاد". ودعا العامري السلطات العراقية والشعب العراقي إلى استخلاص الدروس من الشعب والقيادة الصينية لاحتواء انتشار الفيروس. ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة العراقية، فإن العاصمة بغداد سجلت 13 إصابة بالفيروس، ومدينة كركوك الى الشمال منها 5 حالات، والسليمانية 4 حالات، والنجف حالتين احداها لمواطن إيراني، فيما سجلت محافظتا بابل وميسان حالة واحدة لكل منهما. واعتبر عباس فرهود، مدير شعبة التفيش الصحي في قسم الإعلام بوزارة الصحة العراقية، أن معظم الحالات الموجودة في العراق، هي حالات مستوردة من خارج الحدود من إيران تحديدا، وهذا يعني أن الفيروس ما زال غير منتشر على المستوى المحلي ويمكن احتواؤه من خلال تعزيز الاجراءات في المطارات والمنافذ الحدودية ومتابعة جميع العائدين من البلدان التي ظهرت فيها إصابات وإخضاعهم للفحص الطبي والحجر لحين التأكد من سلامتهم. وأوضح فرهود أنه تم اتخاذ سلسلة من الاجراءات لمواجهة الفيروس، منها تشكيل خلية الأزمة العليا برئاسة وزير الصحة، وتشكيل لجنة عليا في كل محافظة، وتخصيص مستشفيات للعزل الصحي، وتوفير المستلزمات من أجهزة الفحص وملحقاتها، وتنسيق العمل واتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة مثل غلق الحدود أمام الوافدين من دول معينة وتشديد الإجراءات والرقابة الصحية في المنافذ الحدودية، إضافة إلى زيادة فعاليات التثقيف الصحي في كل محافظات العراق وتوفير المطبوعات التي تشرح الإجراءات اللازمة للوقاية من هذا الفيروس. وأكد ثقته بامكانية مجابهة هذا الفيروس من خلال التزام المجتمع بالتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة والإجراءات التي تتخذها، قائلا "نحن لدينا خبرات واسعة في مواجهة الأوبئة، إضافة إلى توفير خلية الأزمة كل ما يلزم لمجابهة هذا الفيروس من مستلزمات وأدوية وأجهزة للكشف ومختبرات للفحص وكاميرات ومتابعة الحالات المرضية بكل دقة واتخاذ الاجراءات اللازمة للمعالجة". وأكد فرهود أنه تم الاستفادة كثيرا من التجربة الصينية في مجابهة فيروس كورونا الجديد، قائلا "الصين كانت شفافة في التعامل مع الفيروس ونقلت تجربتها إلى الدول الأخرى للاستفادة منها. واستفدنا من كيفية معالجة المرض على مستوى الدولة". وأشار إلى أن الفيروس بدأ ينخفض في الصين، وأصبح عدد الذين يغادرون المستشفيات أكثر بكثير من عدد المصابين، لأن الصين اتخذت اجراءات كبيرة ورصدت مبالغ ضخمة جدا لمحاربة هذا الفيروس، بالاضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة على مستوى المجتمع والدولة من أجل إنقاذ شعبها والعالم من هذا المرض، مضيفا أنه متأكد من أن الصين ستنتصر. وفي الاثنين الماضي، تم إتخاذ خطوة إيجابية عندما عقد السفير الصيني في العراق تشانغ تاو اجتماعا مع عبد الكريم مصطفى، وكيل وزارة الخارجية العراقية، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول التعاون في مكافحة فيروس كورونا الجديد. ووفقا لبيان صدر عن السفارة الصينية في العراق، قال تشانغ خلال الاجتماع إن الصين ستتبرع بمجموعات أدوات تشخيصية للعراق لمساعدتها في محاربة انتشار فيروس كورونا، مبينا أن مجموعات التبرع من الصين ستكون كافية لتشخيص 1000 حالة مشتبه بها. ونقل البيان عن تشانغ قوله "إن الجانب الصيني يدرس حاليا بشكل إيجابي إمكانية التبرع بمواد طبية أخرى وتقديم الدعم الفني للعراق".

مشاركة :