قال الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية، إن مصطلح العولمة ظهر لأول مرة في قاموس أكسفورد عام 1991 وكان يرمز حينها إلى تحول العالم لقرية كونية صغيرة ومع تزايد وسائل التواصل والاتصال قرب دول العالم ببعضها، وأصبحت أي دولة تتأثر بما يحدث في الدول الأخرى، موضحًا أن التعريف القوي للعولمة يتمثل في محاولة الدول الكبرى فرض ثقافة معينة على باقي الشعوب؛ أي تحويل العالم أجمع إلى نمط تفكيري واحد ضد أي هوية عن طريق استخدام وسائل اتصال معينة.وأضاف "سعيد"، خلال لقائه عبر "الفضائية المصرية"، مساء اليوم الأربعاء، أن أي تسويق لفكرة جديدة خلال الوقت الحالي لا بد أن يكون مدعومًا بقوة اقتصادية، مشيرًا إلى أن استفادة القوة الاقتصادية من فكرة العولمة تكمن في أنها تُريد بيع منتجات تكنولوجية وبيع الاختراعات الحديثة وهذا يحتاج إلى تسويق جيد، مستشهدًا بمدينة هوليود، وقال إن السبب وراء إنشائها يتمثل في تغيير نمط الشعوب والطرق الاستهلاكية لأن من طبيعة أي شخص يُشاهد فيلمًا ما فأنه يتعاطف مع البطل أو البطلة وسلوكهم خلال أحداث الفيلم ويحاول تقليدهم.وأوضح أنه على سبيل المثال فأن أمريكا نجحت في زرع فكرة الوجبات السريعة في ذهن المشاهد من خلال الأفلام التي تُقدمها، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر لا يقتصر على الأكل فقط بل يشمل جميع جوانب الحياة بالنسبة للأفراد وسلوكه اليومي، لافتًا إلى أن فكرة إنشاء مدينة هوليود لا تقتصر على الإنتاج السينمائي كما يعتقد الكثير؛ لأن الأمر يتمثل في البحث عن طرق جديدة لغزو العقول.وأشار إلى أن الاقتصاد يُعد السبب الرئيسي وراء الحروب العالمية الأولى والثانية؛ وهذا الأمر لا يخفى على أحد، لأن الدول الكبرى في ذلك الوقت كانت تُريد السيطرة على المُقدرات الاقتصادية للدول النامية الصغيرة، موضحًا أن دول السبع الكبار كان العالم بالنسبة لهم عبارة عن مجموعة من المستعمرات يحصلون من خلالها على المواد الخام وتصنيعها في بلادهم ثم يقومون بإعادة بيعها لتلك المستعمرات مرة أخرى مصدر المواد الخام من الأساس بأسعار تفوق أضعافها؛ وبالتالي فإن تلك الدول تسلب المستعمرات من ثرواتها بهذا الشكل وتتزايد ثرواتهم وتفتقر الدول النامية الصغيرة.
مشاركة :